لم يصل أي قارب من قوارب المهاجرين من جنوب شرق آسيا إلي البر منذ ذلك القارب الذي أنجرف الي الشاطئ في أندونيسيا منذ أسبوع مضي . قوارب البحث والأنقاذ من أندونيسيا وماليزيا لم تجد مزيدا من المهاجرين في البحر . ويبدو ان بعض اللاجئين قرروا العودة إلي ميانمار.

طلعات أستطلاع أمريكية فوق بحر اندامان في اليومين الآخيرين لم ترصد سوي قارب واحد فقط مع حوالي 11 شخص تمت رؤيتهم علي سطحه الرئيسي.

وفي حين أنه ليس هناك من هو علي استعداد للقول بشكل قاطع أنه لاتوجد المزيد من الزوراق هناك ، أو لكي يستبعد حدوث هجرة جديدة في المستقبل . فأن الدلائل تشير إلي أن أسوء ما في أزمة الهجرة التي أجتاحت جنوب شرق آسيا هذا الشهر قد مرت.

منذ أسبوعين فقط ، الآلاف من المهاجرين من بنغلاديش وميانمار تخلي عنهم المهربون وأبتعدت عنهم عدة بلدان كانوا يواجهون احتمال الموت في عرض البحر لنقص الغذاء والماء ، وقدرت جماعات المساعدات الإنسانية أن هناك من ستة إلي عشرين ألف مهاجر تقطعت بهم السبل في بحر اندامان أو مضيق ملقا ، محاصرين في قوارب متهالكة بعد أن أغلقت السلطات التايلاندية المخيمات المميتة في الغابة ، والتي كان يستخدمها المهربين لإحتجاز المهاجرين لكي يحصلوا منهم علي أموال أخري قبل نقلهم إلي ماليزيا.

أحد العاملين البارزين في مجال الاغاثة هي السيدة كريس ليوا وهي ذاتها صاحبه التقارير الأولي التي جذبت الانتباة الدولي إلي الأزمة تقول أن الآن قد يكون عدد المهاجرين المحاصرين في البحر 7 إلي 8 آلاف مهاجر في نهاية منخفضة بالنسبة لتقديراته الإولية.

" ربما لم تكن تقديراتي بعيده ، وربما ليس هناك قوارب أخري في البحر " تقول السيدة كريس هذا الأسبوع : " الناس يسألونني ، كم تبقي في البحر " ، أنا لا أملك دليلا علي أجابة ذلك السؤال.

حوالي 3500 مهاجر وصلوا إلي إندونيسيا ، ماليزيا ، وتايلاند في الإسابيع القليلة الماضية ، تقول المنظمة الدولية للهجرة مع وصول آخر المهاجرين يوم الإربعاء الماضي.

من أولئك الذين لم يصلوا إلي تلك البلدان المذكورة ، هناك العديد من المهاجرين من ميانمار - أفراد جماعة عرقية مسلمة تسمي الروهينجا الذين كانوا يفرون من الاضطهاد - قد عادوا إلي هناك.

وقال فريق السيدة كريس ليوا أن أعداد تقدر بحوالي 2000 شخص من الروهينجا في ميانمار كانوا محتجزين في قوارب قبالة ساحل ميانمار قد عادوا الآن إلي الشاطئ مرة أخري ، وأنهم قد دفعوا إلي المهربين مايصل إلي 300 دولار للفرد لتهريبه مرة أخري الي ميانمار ، حتي يتمكنوا من تجنب إلقاء القبض عليهم بتهمة إعادة الدخول إلي ميانمار بطريقة غير مشروعة.

حكومة ميانمار لا تعتبر الروهينجا المسلمين مواطنين ، مما يجعلهم بدون جنسية.

شخص من الروهينجا كان يملك متجرا في مخيم للنازحين في سيتوي ، وهي مدينة ساحلية وأيضا عاصمة ولاية راخين بميانمار ، يقول أنه أحصي حوالي 50 من جيرانه عادوا الي ميانمار . يقول هذا التاجر ويدعي " يو مونغ مونغ تين " أنهم قد قرروا العودة بعد أن أصبح من الواضح أن طريقهم إلي ماليزيا قد أنقطع.

نعود إلي التاجر المسلم من الروهينجا والذي يقول أن جيرانه الذين قرروا العودة كان عليهم أن يدفعوا ما يعادل 180 : 275 دولار للمهربين لكل فرد قبل أن يسمحوا لهم بالنزول إلي القوارب . يقوم المهربين أحيانا بالإبقاء علي المهاجرين في القوارب لعدة أشهر حتي يقوموا بملء وحمل أكبر عدد ممكن من المهاجرين قبل رحلة الابحار لنحو 600 ميلا عبر بحر اندامان في جنوب تايلاند.

الحكومة في ميانمار صادرت قارب كان علي متنه 208 شخصا في الأسبوع الماضي . قبلت بنغلاديش أن تستقبل 200 منهم . وأفادت حكومة ميانمار أنهم من بنجلادش يوم الثلاثاء.

قبلها بيوم في الاثنين طائرة من نوع P-8A Poseidon تابعه للبحرية الأمريكية رصدت قارب للمهاجرين في حالة جيدة مع حوالي 11 شخصا يمكن رؤيتهم علي سطح السفينة ، قال ذلك مسؤول في وزارة الدفاع رافضا أعطاء تفاصيل مثل موقع السفينة ، الطائرة المذكوره وهي نسخة معدلة من البوينغ-737 ، كانت قد حلقت من سوبانج في ماليزيا ، ولم ترصد أي قوارب للمهاجرين علي متن رحلة سابقة لها نفذتها يوم الاحد.

تقول السيدة كريس ليوا أن فريقها العامل في المجال الإنساني لم يتلقي أي كلمة " خروج " من ميانمار منذ بداية مايو.

اذا كان التقدير الخاص بأن هناك من 7 : 8 آلاف مهاجر محاصرين حاليا في البحر صحيحا ، فأن هذا التقدير سيظل تاركا لألفين أو أكثر من المهاجرين في عداد المفقودين ، لكن مسؤولين من المكاتب الماليزية واللإندونيسية التابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللأجئين قالت أنه من المؤكد أنه لا أحد يعرف كم عدد المهاجرين في البحر - إن ظل هناك منهم فعليا من يزال في المياة -.

" أنا مندهش بعض الشئ أن هذه الأعداد لم يتم العثور عليها فعليا " يقول ذلك السيد ريتشارد تول ، ممثل وكالة اللاجئين في ماليزيا خلال مقابلة هاتفية يوم الاثنين من كوالامبور ، مضيفا : " تقديراتنا تقول أنه لايزال هناك مجموعات أخري ، لكن من الصعب تخمين أي أرقام ، أن هذه هي الطريقة العادية لكي نقول أننا لانعرف ".

ذكرت دائما تقارير عن أعداد المهاجرين في البحر ، لكن يبدو أن هذه التقارير أعتمدت علي نماذج تقديرية خاصة بها.

عندما وافقت كل من إندونيسيا ، ماليزيا ، وتايلاند في العشرين من مايو الجاري علي أن إندونيسيا وماليزيا سوف تستقبلا المهاجرين لمدة سنة ، أشار هذا الاتفاق إلي سبعة آلاف من المهاجرين الغير شرعيين لايزالون في البحر.

ومع ذلك فأن هذا الرقم لم يكن مبنيا علي معلومات استخباراتية كانت الحكومات الثلاث قد جمعتها.

المتحدث بأسم وزارة الخارجية الإندونيسية تحدث تليفونيا لنا من جدة ، المملكة العربية السعودية ، قائلا أن هذا الرقم استند إلي تقارير إخبارية.

الصحفيين في المقابل كانوا قد استندوا في تقاريرهم علي تقديرات من منظمات حقوق المهاجرين والحكومات.

قائد بارز في البحرية التايلندية قال أنه لايعرف كيف حددت الحكومات رقم 7000 مهاجر ، قائلا في مقابلة هاتفية أنه يخمن أن الارقام قد جاءت من الأمم المتحدة.

لكن وكالة الأمم المتحدة لشئون اللأجئين استندت في تقريرها لحجم السكان المهاجرين بحرا علي الاتفاق المذكور آنفا توقيعه في العشرين من هذا الشهر ، وأستنادا الي الرقم سبعة آلاف فأننا لو طرحنا منه أعداد الناس الذين وصلوا إلي ماليزيا وإندونيسيا ، وكذلك مايقدر بحوالي 2000 آخرين في زوارق قبالة سواحل ميانمار وبنغلاديش ، فمن الممكن أن نقول أنه قد يكون هناك ما يصل إلي 2000 شخص مازالوا هناك في عرض البحر.

السيد جو لوري ، المتحدث بأسم المنظمة الدولية للهجرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي صرح بأن منظمته تحاول أن تبقي علي قرب من التقديرات التي قدمها فريق السيدة ليوا ، علي الرغم من أن منظمته تعتقد أن العدد الفعلي لمن كانوا في البحر قد يكون إقرب إلي 8 آلاف شخص وليس 7 آلاف فقط.

وحتي إذا هدأت الأزمة الحالية ، فأن المشاكل الأساسية التي تسببت في وقوعها لم تنتهي . حوالي مليون شخص من طائفة الروهينجا حيث يتعرضون للتهميش والتمييز ، وكذلك المهربين الذين تخلوا عنهم وهم في البحر بعد أن قامت تايلاند بتضييق الخناق علي عملياتهم ، فأن هولاء المهربين أيضا من المرجح العودة إلي تجارتهم مجددا طالما هناك طلب ، يقول أحد الخبراء.

السيدة ليوا وهي بلجيكية الأصل قالت مازحة في حديث هاتفي من اقليم اتشيه الاندونيسي أنها لو كانت أن الحكومات ستبني ردود أفعالها بناء علي تقديراتها فأنها كانت ستعدل من تلك الارقام.

مضيفه : " اذا كانت حقا قد أعتمدت علي تقديراتي لربما كان ينبغي أن أقول عدد أكبر بحيث تقوم كلا البلدين بقبول المزيد من اللأجئين من ميانمار ".