الجارديان البريطانية

تجري مفاوضات لتمركز دائم لدبابات و أسلحة ثقيلة أخري كجزء من خطط حلف شمال الأطلسي للانتشار السريع لردع ما أسمته الجارديان بالتوسع الروسي.

جنود بريطانيين من لواء جورخا يشاركون في تدريب متعدد الجنسيات بين دول حلف الناتو في لاتفيا الأسبوع الماضي . وتطالب دول أوروبا الشرقية بمزيد من الالتزام الغربي بضمان أمنها ، صورة من وكالة رويترز.

تناقش كل من الولايات المتحدة و بولندا نشر أسلحة أمريكية ثقيلة في أوروبا الشرقية كرد علي ما تسميه صحيفة الجارديان بالتوسع الروسي و كعرض للقوة العسكرية باعتبارها تهديد ضمني يمكن استخدامه في المنطقة فيما يمثل قطيعة جذرية مع التخطيط العسكري للفترة التي تلت الحرب الباردة.

كان وزير الدفاع البولندي قد صرح أمس الأحد أن واشنطن و وارسو يجريان مباحثات بخصوص تمركز دائم لكتائب دبابات و أسلحة ثقيلة أخري في بولندا و دول أخري بالمنطقة كجزء من خطط حلف شمال الأطلسي الهادفة لإنشاء قوات انتشار سريع " رأس حربة " تهدف إلي ما أسماه ردع محاولات الكرملين لزعزعة استقرار بلدان الكتلة السوفيتية سابقا و الراسخة الآن داخل حلف شمال الأطلسي و الاتحاد الأوروبي.

كان توماس سيمونياك ، وزير الدفاع البولندي قد أجري الشهر الماضي مباحثات بخصوص نفس القضية في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون . و كانت العاصمة البولندية وارسو قد صرحت يوم أمس الأحد أيضا بأن قرار إذا ما كان هناك مكان للمعدات الثقيلة الأمريكية داخل مستودعات في بولندا سيتم اتخاذه في وقت قريب.

القائد الأعلى السابق لحلف الناتو في أوروبا الأدميرال الأمريكي جيمس ستافريديس قال أن هذا القرار يمثل " تحول ذو مغزى كبير في السياسة " ، وسط شكاوي أوروبا الشرقية من أن أوروبا الغربية و الولايات المتحدة يتعاملون بفتور بشأن الضمانات الأمنية للدول علي خط  المواجهة مع روسيا بعد استيلاء فلاديمير بوتين على أجزاء من أوكرانيا.

" بالطبع هذا سيوفر مستوي معقول من الطمأنينة للحلفاء المصابين بالعصبية الشديدة ، علي الرغم من أنه ليس هناك ما هو جيد مثل القوات المتمركزة بشكل دائم علي أرض الواقع " كان ذلك ما أدلي به الأدميرال المتقاعد لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية.

كان حلف شمال الأطلسي قد أتهم بالتهاون في السنوات الأخيرة . كما كانت هجمات الرئيس الروسي المفاجئة في أوكرانيا صادمة للمخططين العسكريين الغربيين . وكانت قمة الحلف في ويلز العام الماضي قد وافقت علي وضع قوة انتشار سريع لقوات حلف شمال الأطلسي في بولندا و دول البلطيق ، كما قامت قوات مشاة ميكانيكية ألمانية بعبور الحدود إلي بولندا في مطلع الأسبوع بعد أن أفتتح الآلاف من قوات الحلف تمارين عسكرية كجزء من تراكم عسكري جديد في الشرق.

الحذر من استعداء مخاوف موسكو من " تطويق " غربي لأراضيها و تغذية جهد دعائي جيد لصالح الروس أيضا الذي يؤكدون فيه دائما أن الناتو قد وافق في نهاية الحرب الباردة علي عدم وضع قوات في دول " حلف وارسو " سابقا ، الناتو بدوره يؤكد رفضه إقامة قواعد دائمة في الشرق.

لكن الإستراتيجية سريعة النمو تنص علي دوران مستمر من قوات دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة داخل دول البلطيق و بولندا مما تجعل هذه القواعد الجديدة دائمة في كل شئ الإ الاسم . ستوفر خطط الإستراتيجية الجديدة للناتو أيضا أسلحة ومعدات " بشكل مسبق " في الشرق لتستخدم بواسطة القوات الواصلة.

تخطط الولايات المتحدة للذهاب أبعد من ذلك بالنسبة لأسلحتها الثقيلة . فتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الدبابات ، العربات ، و الأسلحة الثقيلة ستكون كافية لما يساوي قوة لواء من أكثر من 5000 جندي ينتشرون بين الدول التابعة للاتحاد السوفيتي السابق من البلطيق وصولا إلي البحر الأسود و أعداد تصل لأكثر من 1200 مركبة من بينها 250 دبابة من نوع أبرامز الفئة الأحدث M1A2.

خريطة من صحيفة الجارديان البريطانية توضح التالي : * الدول المبينة باللون الأزرق السماوي هي دول حلف شمال الأطلسي. * الدول ذات اللون الرصاصي الفاتح هي دول حلف وارسو و الاتحاد السوفيتي السابقين. * تشير النقاط البرتقالية إلي الأماكن التي من المحتمل أن تتواجد فيها المعدات الأمريكية ، وهي : " استونيا ، لاتفيا ، ليتوانيا ، بولندا ، المجر ، رومانيا ، بلغاريا ". * المربع الرصاصي أعلي يمين الخريطة هي العاصمة الروسية موسكو.

دول البلطيق الثلاثة " ليتوانيا ، لاتفيا ، و استونيا " بالإضافة إلي بولندا ، رومانيا ، المجر ، بلغاريا ، تم تسميتها كوجهات محتملة للمعدات الأمريكية . معظم هذه البلدان المضيفة طالبت بهذه الإشارات عن التزام الولايات المتحدة بأمنها . لكن حكومة فيكتور اوربان في المجر متعاطفة مع بوتين ، و علي خلاف مع حلف شمال الأطلسي، واشنطن والاتحاد الأوروبي.

ليتوانيا من جانبها أكدت يوم الأحد أنها أجرت مباحثات سابقة مع الولايات المتحدة " التهديدات تزداد في منطقة البلطيق و قد سبق بيان ذلك عدة مرات ، و أنا أنظر بإيجابية لحقيقة أن المباحثات ستقود إلي قرارات ملموسة ، و التي كما أعتقد سوف تتحول إلي حقيقة واقعة " كان ذلك تصريح لرئيس الوزراء الليتواني الجيرداس بوتكافيتشوس  لوكالة رويترز للأنباء.

هناك اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل الأسبوع المقبل و من المؤكد مناقشة مسألة انتشار القوات . حيث يثير الارتقاء الكبير في التخطيط العسكري الأمريكي في أوروبا حالة من عدم الارتياح في العواصم الرئيسية برلين ، باريس ، مدريد ، و روما ، إذ أثارت لديهم مخاوف بشأن عسكرة المواجهة مع بوتين على أوكرانيا.

و كان أستطلاع للرأي قد أجري الأسبوع الماضي قد أظهر أن الأوروبيين الغربيين لا يحبذون القيام بعمل عسكري ضد روسيا في حالة هجوم الكرملين علي الحلفاء في أوروبا الشرقية . و كانت المعارضة للتدخل العسكري في تلك الحالة أقوي في النتائج بألمانيا.

عندما تم توقيع اتفاق التعاون الإستراتيجي لما بعد الحرب الباردة مع روسيا في عام 1997 تعهد الناتو بعدم أقامة معسكرات دائمة للقوات البرية شرق أوروبا " في البيئة الأمنية الحالية و المرتقبة " . لكن هذه البيئة الأمنية تغيرت بسبب قرار بوتين بغزو و أقتطاع أجزاء من أوكرانيا ، و بذلك ينظر إلي اتفاق 1997 بأعتباره اتفاق مهمل.

تشير خطط الولايات المتحدة إلي أن التحركات الإعلانية التي أتخذها حلف الناتو في الاستجابة للأزمة الأوكرانية ستكون أكثر صلابة علي المدي الطويل و اكثر استقرارا في مسائل إعادة تنظيم القوات . فعليا شرع أكثر من 2000 جندي من تسع دول من الحلف ، من ضمنها الولايات المتحدة في تنفيذ مناورة " نوبل جمب " في بولندا في الأيام الأخيرة كجزء من تنفيذ خطط " رأس الحربة " الجديدة.

تم بحمد الله

FALCON كتب:

الحرب البارده  تعود 

بوتين رد اليوم بالأعلان عن زيادة أربعين صاروخا عابرا للقارات ضمن الترسانة الروسية سيتم نشرها قبل نهاية هذا العام ، أمريكا تحتاج إلي رئيس بحنكة جون كيندي لا هرولة و أندفاع وعدم أنضباط أيقاع اوباما.