في هذا الموضوع نقدم لكم شرحا كاملا وتفصيليا لما تم الكشف عنه منذ يومين فقط من أكتشاف مطار يديره جزب الله في شمال شرق لبنان في سابقة خطيرة وتحديا جسيم لسيادة الدولة اللبنانية علي أراضيها.

مهبط الطائرات التابع لحزب الله والذي تم أكتشافه في شمال سهل البقاع اللبناني يستخدم لتسيير رحلات " الطائرات دون طيار " الايرانية الصنع الي داخل سوريا ، يقال أنه قد تم بناءه في وقت ما بين فبراير شباط عام 2013 ويونية 2014.

الميليشيا الشيعية اللبنانية " حزب الله " بنت مطار للطائرات دون طيار فعليا وذلك من أجل استخدامها في الطائرات الايرانية دون طيار فوق سوريا ، كشف ذلك الامر صور حديثة تم ألتقاطها بواسطة الاقمار الصناعية.

المهبط في شمال سهل البقاع بني في وقت ما بين فبراير شباط عام 2013 ويونية 2014 وفقا لتحليل مجلة ( IHS جينز ديفنس ويكلي ) الاسبوعية.

المهبط يقع علي بعد حوالي 10 أميال غرب الحدود اللبنانية مع سوريا ( 10 كم الي الجنوب من بلدة الهرمل ، 18 كم الي الغرب من الحدود السورية ) وتم رصده عبر صور الأقمار الاصطناعية التي أصبحت في  الآونة الأخيرة متاحة عبر خدمة جوجل Earth.

المنطقة التي شيد بها حزب الله المطار هي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة ، ويبدو أن المواد التي أستخدمت في البناء قد تم أستخراجها من محجر علي قرب من المطار ، وبجوار المطار يتواجد ستة مباني.

هناك أيضا جهاز هوائي يقع علي تلة علي بعد 430 متر جنوب المهبط وتم ربط هذا الهوائي بعمل المهبط . في حين ان هذا يبدو وكأنه برج به المواصفات القياسية لابراج شركات الهواتف المحمولة اللبنانية . فأن من الممكن أستخدامه لتوسيع نطاق مدي محطة الرقابة والتحكم الارضي بالطائرات دون طيار.

ويؤكد بن فارمر مراسل جريدة الديلي تليغراف للشؤون العسكرية أن المهبط لايتمتع بأي مواقع للخدمات فهو مجرد مدرج تنطلق منه الطائرات الإيرانية المسيرة عن بعد لتدخل الأجواء السورية بشكل سريع وسهل.

وينقل فارمر عن المجلة تأكيدها أن المدرج لايمكن أن يسمح حجمه باستخدامه لاستقبال الطائرات العسكرية أو طائرات الشحن التى تنقل وتهرب شحنات الأسلحة والعتاد من سوريا أو ايران لذلك فلايبدو تقنيا أن له هدف أخر غير إطلاق الطائرات المسيرة التى تنتجها إيران ، ذلك أن المدرج هو مجرد قطاع واحد يصل طوله لحوالي 730 ياردة ( أي ما يساوي 670 متر طول ) ، مع عرض يصل الي 20 متر ، وبذلك يكون هذا الممر قصير جدا بالنسبة لمسألة هبوط مايقرب من جميع انواع طائرات النقل التي تستخدمها القوات الجوية السورية أو الايرانية . فيما عدا أستثناء وحيد يمكن أن يتمثل في الطائرة التابعة لفيلق الحرس الثوري الاسلامي من نوع An-74T-200 ، طائرات النقل التي تحتاج الي ممرات قصيرة لاقلاعها . لكن تظل عملية الهبوط مع حمولة مفيدة علي ممر بطول 670 متر هو عبارة عن شريط وسط مجموعة من الجبال يمكن أعتبارها عملية خطرة من قبل معظم قائدي هذه الطائرات.

ويقول فارمر إن إيران تنتج عدة انواع مختلفة من الطائرات المسيرة لعل أبرزها "أبابيل 3" والتى تطير بالفعل في الاجواء السورية دعما للرئيس بشار الاسد حليف ايران ، وربما أيضا "شاهد 129" الأحدث والأكبر في الترسانة الإيرانية.

وتقول الجريدة إن مصادر من داخل حزب الله الشيعي اللبناني أكدت لمجلة IHS Janes  أنه يستخدم الطائرات المسيرة في بعض المعارك في سوريا خاصة في منطقة جبال القلمون التي تقع علي الحدود الشرقية للبنان لمواجهة مقاتلي التنظيمات المعارضة للأسد.

وتؤكد الجريدة أن طائرات "أبابيل" يمكنها الطيران حتى ارتفاع 5 كليومترات ولديها تقنيات تصوير عالية وتصل سرعتها إلى نحو 170 كيلومتر في الساعة ويصل مداها إلى نحو 70 كيلومتر عن قاعدة التوجيه ، وفقما ذكرت وسائل الاعلام الرسمية في ايران العام الماضي.

المشكلة ان المباني الستة المذكورة سلفا أنها بجوار المهبط لايوجد في أي منها مبني كبير بما يكفي لاستيعاب الطائرات دون طيار التي بحجم طائرة " أبابيل-3 " . فتلك الطائرة يصل التباعد بين جناحيها - أي عرضها - الي 7 أمتار . ومع ذلك فهناك منشأة مشيدة في وادي علي بعد 2.5 كم إلى الغرب من مهبط الطائرات تضم مبنيين كبيرين بما يكفي لاستقبال الطائرات دون طيار.

موقع المطار يتم حراسته بواسطة بوابة للتفتيش في نظام يشبه ذلك المتبع في  مرافق حزب الله الأخرى المنتشرة في جميع أنحاء وادي البقاع.

جدير بالذكر أن الطائرات دون طيار تعمل من المجال الجوي اللبناني منذ نوفمبر 2004 علي أقل تقدير عندما قام الحزب بتسيير طائرة عرفت بأنها من نوع " مرصاد-1 " في مهمة أستطلاع قصيرة شمال اسرائيل ، كما تم تسجيل ما لايقل عن ثلاثة طائرات دون طيار قامت بالطيران الي اسرائيل خلال حرب صيف العام 2006.

وكان حزب الله قد قال أنه المالك للطائرة دون طيار التي تم أسقاطها فوق جنوبي اسرائيل في السادس من أكتوبر عام 2012 . وأضاف الحزب انه كان يستخدم طائرة دون طيار ايرانية الصنع من نوع " أيوب " وأنها هي المسئولة عن الاختراق الذي تم تنفيذه.

العميد أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الايراني ، قال في وقت لاحق علي تصريحات حزب الله أن تلك الطائرة دون طيار كانت من نوع موجود لدي الخدمة في بلاده منذ عقد من الزمان ، مما يجعل من الممكن أن العميد زاده كان يشير الي " أبابيل-3 ".

لقد رصدت الطائرات الايرانية دون طيار في مناسبات عديدة في المجال الجوي السوري ، وكانت الطائرة التي تظهر بشكل أساسي هي " أبابيل-3 " ، لكن ظهرت أيضا الطائرات من نوع أصغر يحمل الاسم " ياسر ".

وكانت صحيفة  " الوطن السعودية " قد زعمت في مارس من العام 2014 أن حزب الله قد بني " مطارا حربيا " لطائراته دون طيار في وداي البقاع . تقارير أعلامية لبنانية ذكرت بشكل خاطئ موقع المطار حيث حددته في إيعات في وادي البقاع الأوسط ، فعلي مايبدو ظنت تلك التقارير أن المطار الذي كان تابعا لسلاح الجو الملكي البريطاني قبل أن يتخلي عنه والذي يرجع عهده الي حقبة الحرب العالمية الثانية ، ظنت أنه المنشأة المقصودة لحزب الله.