الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا

**محمد علام** · السبت ديسمبر 06, 2014 5:11 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الاول لترجمتنا لهذا التقرير .

تنوية : * هذه الدراسة تعد امتدادا لدراسات الحدود الافتراضية التي يري المركز الشهير حتمية فرضها مع روسيا عقب الازمة الاوكرانية والتي ننفرد بتقديمها لكم عربيا .

ملحوظة المحرر : هذه هي المقالة الاخيرة ، من سلسلة المقالات الاخيرة التي كتبها السيد جورج فريدمان خلال رحلته من دول البلطيق ، وأوروبا الوسطي والشرقية ، ثم الي تركيا وأذربيجان.

الكاتب :

جورج فريدمان وهو " رئيس مؤسسة ستراتفور ، المؤسسة العالمية الرائدة في مجال التحليل الامني والاستخباراتي واحد الكتاب في جريدة " النيويورك تايمز الامريكية " ، وهو خبير في توقع الاحداث الاستراتجية الكبري المستقبلية لمدة عقد قادم علي الاقل ، وهو مؤلف كتاب " المئة عام القادمة " والذي طبع بأكثر من 20 لغة ومن اكثر الكتب مبيعا حول العالم وله العديد من الكتب والمؤلفات الاخري ، وهو خبير لاكثر من 500 شركة من ابرزها : " جيه بي غورمان ، سيتي بنك ، ارنست ، وبوينغ " ويعمل بكلية القيادة الاسترالية وكلية الأركان، ومختبر أبحاث سلاح الجو إغلين، بالولايات المتحدة وكذلك كلية القيادة والاركان لمشاة البحرية الامريكية " المارينز " ، والعديد من المنظمات العسكرية والحكومية الأخرى ، الدكتور فريدمان ايضا عمل في العديد من الدول الاخري ومنها تركيا وألمانيا وبولندا وأذربيجان واستراليا ونيوزيلندا.

الجزء الاول :

لقد تنقلت بين بولندا وأذربيجان خلال فترة " نادرة " ، تظهر فيها القوي التي تقوم بتشكيل أوروبا في حالة من التغيير المستمر ، ومعظم الدول التي قمت بزيارتها تقوم باعادة تقييم لمواقفها ، وكان الشعور الطاغي بشكل طاغي هو " القلق " ، ومراقبين من دول بولندا بذلوا القليل من الجهد لاخفائه ، بينما هولاء من أماكن كتركيا ، وهي دولة أكبر من بولندا ، ولاتقع بشكل مباشر علي خط النار ، فينظرون الي اوكرانيا علي أعتبار انها موضوع تحتي وخفي ، وليس باعتبارها الامر المهيمن ، ولكن من بولندا الي اذربيجان ، فلقد سمعت سؤالين هما " هل الروس في حالة حركة ؟ " ، و " ماذا تفعل هذه الدول لحماية أنفسها ؟ " .

اما موسكو ايضا فهي قلقة جدا ، وبعض الروس الذين تحدثت اليهم أعربوا عن هذا بصراحة تامة ، فمن وجهه النظر الروسية ، قام الامريكيين والاوربيين بفعل شئ واحد فقط ، ولكنهم يعرفون أن موسكو لا تستطيع التعايش معه : لقد قاموا بتنصيب حكومة موالية للغرب في كييف ، وبالنسبة لهم ، فأن الادعاءات الغربية من أرتفاع شعبيتهم في أوكرانيا ، هو أمر قد تم تكذيبه من المنظمات الغير حكومية الممولة من الغرب ، وهي نفسها المؤسسات التي كانت اداة حاسمة لادامة الحركة المطالبة بالاطاحة بالحكومة ، ولكن ما هو أكثر أهمية من ذلك أن الان هناك حكومة موالية للغرب تحكم أوكرانيا ، واذا صمدت هذه الحكومة في سيطرتها علي أوكرانيا ، فأن روسيا الاتحادية ستكون في خطر .

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا 1-669684

الرئيس الأوكراني الموالي للغرب بترو بوروشنكو

النظرة الي غرب روسيا :

عندما ينظر الروس الي الخريطة ، فأن هذا ما سوف يرونه : دول البلطيق أعضاء في حلف الناتو ، أوكرانيا دخلت في تحالف مع الغرب ، أما الحكومة المضادة للغرب في بيلاروسيا فهي في خطر ، واذا غيرت مينسك - عاصمة بيلاروسيا - ولائها الي الغرب ، فأن اعداء روسيا المحتملين سيكون قد حققوا اختراقا بعمق نحو قلب روسيا ، تقريبا بنفس العمق الذي وصل اليه النازيون ابان الاتحاد السوفيتي ، وهذه هي المقارنة التي سمعتها من الروس عدة مرات ، فبالنسبة لهم الحرب الوطنية العظمي - اسم الحرب العالمية الثانية في روسيا - ، والتي خلفت أكثر من 20 مليون قتيل سوفيتي ، لاتزال مشرقة ، وفي الذاكرة الحية لهم ، ما فعله هتلر من خيانة لهم ، لذا فالروس ليسوا واثقين في الناس ، و لايمتلكوا سببا ليكونوا علي ثقة بهم ، وهذا الامر نفسه بالنسبة لاوروبا الوسطي ، الاتراك ، ومنطقة القوقاز ، لا يوجد شئ في تاريخهم يسمح لهم بترف افتراض الافضل عن أي شخص .

في الاسابيع الاخيرة ، أتضحت ثلاثة أمور ، الامر الاول هو أن روسيا لن تغزو أوكرانيا بشكل مباشر ، فلا يمكن أحتلال بلد يقرب عدد سكانها من 50 مليون ، بخمسين ألف جندي هم تعداد القوات التي حشدتها روسيا ، وأنت لايمكنك ابدا ان تفترض ان هولاء السكان الذين سيصبحون واقعين تحت الاحتلال سوف يرحبون بك ، وقد تظاهر الروس في هذه الاثناء بأنهم قوة ساحقة .......

تم بحمد الله الجزء الاول من الترجمة وسيتم نشر الجزء الثاني منها فور الانتهاء منه باذن الله .

الموضوعالأصلي : الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا // المصدر : منتديات أحلى حكاية //الكاتب: محمد علام

**محمد علام** · الإثنين ديسمبر 08, 2014 3:10 am

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا

بسم الله الرحمن الرحيم .

الكاتب : جورج فريدمان ، وقد سبق التعريف به في الجزء الاول .

الجزء الثاني :

ويبدو واضحا انه و علي قدم المساواة ، لا يوجد قوة أوروبية قادرة علي الدفاع عن الخط الممتد من رومانيا الي بولندا ، فهذا يحتاج لقوة حاسمة لصد الهجوم الروسي ، أو علي الاقل دعم تلك الدول ضد الضغط أو التخريب المحتمل من جانب الروس ، والمانيا بلد محوري في هذا الاطار ، وقد أوضحت برلين أنه هناك حدودا لما هي علي استعداد للقيام به في أوكرانيا ، والخطوات التي هي مستعده للقيام به من أجل الدفاع عن الجهة الشرقية من حلف الناتو والاتحاد الاوروبي ، وبرلين لاتريد حربا باردة جديدة ، فالمانيا تعتمد علي الغاز الروسي ، وقد أقتنعت في نهاية المطاف بالوضع الراهن ، بينما لايمكن لاي دولة في بقية الدول الاوروبية أن تتدخل بشكل حاسم .

وفي النهاية ، فأن هذا يعني أن أي دعم للجناح الشرقي في أوروبا يجب أن يأتي من الولايات المتحدة ، ولقد أمضت واشنطن الاسابيع القليلة الماضية في القيام بما يدلل علي التزامها تجاة بلدين رئيسيين هما " بولندا ، رومانيا " ، وفي منتصف هذا العام سافر الرئيس أوباما الي بولندا ، في حين سافر نائبه " جو بايدن " الي رومانيا ، وبينما أكد الرجلان علي التزام واشنطن المطلق بالامن القومي لبولندا ورومانيا ، فأنهما لم يدخلا في تفاصيل ، والنقص في التفاصيل ليس بالامر المستغرب ، فما زالت الولايات المتحدة في مرحلة تقييم للاوضاع ، وواشنطن الان ليست مستعدة لتحديد طبيعة ومدي دعمها ، ومن وجهه النظر الامريكية ، فطالما لايزال الروس مركزين علي أوكرانيا ، فهناك متسع من الوقت للقيام بذلك .

ومن المنطقي أن يكون الشاغل الرئيسي للولايات المتحدة هو " بولندا " ، البلد الاكثر عرضة للهجوم وغير محصنه علي السهل الشمالي الاوروبي ، ولكن وفي الوقت الحالي فأن عاملي المسافة والقدرات اللوجيستية يحدان من قدرة الروس علي تهديد بولندا ، أن أستقرار دول البلطيق هو الشئ الاكثر اثارة للخوف في المنطقة ، وما يهدد هذا الاستقرار ليس غزوا روسيا ، وانما تخريبا روسيا ، وهو التهديد الذي لايمكن للفرق المدرعة أن تعالجه .

أما الاكثر أهمية ، فهو أن الالتزام الرئيسي بخصوص بولندا ، يجبر أي حليف لها علي أن يقف في موقف دفاعي ، وبهذا المعني كان العمل وحسن التقدير خلال الحرب الباردة ، في الوقت الذي كانت فيه القوات العسكرية التقليدية السوفيتية أكبر من الوقت الراهن بكثير ، ومنتشره أيضا بشكل أفضل ، ولكن روسيا اليوم أضعف بكثير من الاتحاد السوفيتي ، ولكن استراتيجيتها اكثر حزما - وهذا احد ما يعرض روسيا للمخاطر ، وفي ذات الوقت يدافع عن مصالحها الرئيسية - وهذه الاستراتيجية أكثر ملائمة أيضا .

استراتيجية البحر الاسود الناشئة :

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا USS-Mount-Whitney

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا USS-Mount-Whitney

لهذه الاسباب السابقة ، فأننا نري ان الولايات المتحدة قد بدأت في الاعتماد علي استراتيجية " البحر الاسود " ، والتي ترتكز علي رومانيا ، فبينما الروس مقيدون وملتزمون في " سيفاستوبول " ، لان تواجد قوة بحرية قادرة في البحر الاسود بالنسبة لهم هو أمر في غاية الاهمية ، فأن استراتيجية تعزيز القدرة البحرية لرومانيا ، ووضع حاملات الطائرات الامريكية في المنطقة ، من شأنها أن تشكل تهديدا للاسطول الروسي ، ومن شأنها أيضا أن توسع القدرات الدفاعية لجورجيا ، وحماية الطريق الذي لاغني عنه لاي خطوط لانابيب غاز قد يتم مدها من اذربيجان الي اوروبا ، هذا الوضع ببساطة ، سيجعل من الاسطول المختص بالتواجد في البحر الاسود خالقا لمشاكل بالنسبة للروس ، وخاصة اذا استطاع النظام في اوكرانيا الصمود ، وتم عزل شبة جزيرة القرم ، ان الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الامريكي المستقيل " تشاك هيجل " الي رومانيا منتصف هذا العام ، تشير الي الاهمية التي يوليها المفكرين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة لهذا البلد .

تم بحمد الله ترجمة الجزء الثاني .
وسوف يتم نشر ترجمة الجزء الثالث فور الانتهاء منه باذن الله .

الموضوعالأصلي : الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا // المصدر : منتديات أحلى حكاية //الكاتب: محمد علام

**محمد علام** · الجمعة ديسمبر 12, 2014 3:19 am

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا

بسم الله الرحمن الرحيم .

الكاتب : جورج فريدمان ، وقد سبق التعريف به في الجزء الاول .

الجزء الثالث :
نعتذر علي قصر هذا الجزء لقلة الوقت الذي أتاحت لنا الظروف تخصيصه لهذا الجزء .

أنه من المهم ملاحظة التحركات الدبلوماسية المكثفة والواسعة النطاق الجارية حاليا بين الولايات المتحدة ، وتركيا ، فضلا عن عقد اجتماعات بين القادة الاتراك ، الرومانيين ، والبولنديين ، والاتراك في حالة عرضة واضحة لانقطاع الطاقة عنهم ، كما أن أنقرة لا تريد أن تري البحر الاسود يستخدم كأرض معركة ، وفي الوقت ذاته ، فأن تركيا سوف تكون راغبه في أن تكون جزء من أي تحالف تقوم الولايات المتحدة بانشائه في المنطقة ، وعلي المدي الطويل ، فأن الاتراك سيكون لهم مصلحة في الحصول علي الطاقة من العراق والايرانيين ، مع قليل من الثقة في النوايا الروسية .

ما نشاهده في هذه المنطقة ، هو أن اللاعبين الاقليميين قد بدأو في اللعب ولكن مع هياكل جديدة للتحالفات ، وهذه العملية لاتزال في مهدها ، ومع ذلك فلقد اضطرت الروس للنظر في مستقبلهم ، ولهذا الامر بعدا اضافيا هو وبالطبع " الطاقة " ، ويبدو أن للروس ميزة هنا ، فالعديد من الدول التي تخشي من روسيا الان ، تعتمد علي الغاز الطبيعي الروسي ، ولكن هذه النقطة تمثل أيضا للروس نقطة ضعف ، فالغاز الطبيعي هو بمثابة رافعة للقوة ، ولكنها لاتحقق ارباح بشكل خاص ، ذلك أن الميزانية الوطنية الروسية - بل والاقتصاد الروسي - بني حول النفط ، والخطر الرئيسي الذي تواجهه موسكو هو انها لاتتحكم في اسعار الوقود ، ومن شأن حدوث انخفاض جذري في الاسعار ، أن يسبب ارباك علي أقل تقدير للاقتصاد الروسي - وهو امر واضح تماما للعيان الان للجميع ، وهو تأكيد علي اهمية مجال الدراسات الاستراتيجية ، فما يفكر فيه المخططين الاستراتيجيين ينفذ ، وهي فعليا نقطة من نقاط القوة الامريكية - ، وعندما كان اوباما في زيارة الي بولندا ، فلقد اشار وبشكل صريح الي المشاكل الاقتصادية الروسية ، انه يريد ان يعرف الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين " أنه يفهم نقطة الضعف الروسية .

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا Obama-poland-troops-europe-1.si

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا Obama-poland-troops-europe-1.si

اوباما يصافح الرئيس البولندي اثناء زيارته لبلاده ومن خلفهم مقاتلة من طراز اف-16 .

وبالتالي ، فأن نشر قوات عسكرية ، في حين الحاجة اليها ، ليس العنصر الاساسي للاستراتيجية الغربية التي في طور النماء ، هذا العنصر الاساسي لهذه الاستراتيجية بالاحري هو اتخاذ خطوات لاغراق السوق العالمية بالنفط - يحدث الان فعليا - ، حتي مع العلم أن تنفيذ هذه الاستراتيجية هو أمر صعب للغاية ، ويبدو وكأن طهران قد وصلت ومرة واحدة مع واشنطن بشأن الاسلحة النووية ، فوقتها سيتم فتح السوق ليصل اليه النفط الايراني بحرية ، وسيصبح هناك مصدر رئيسي لتدفق النفط ، وبالاضافة الي ذلك فان النفط العراقي سيعود للتحرك الي السوق ، ويمكن استئناف الانتاج في ليبيا قريبا ، واشنطن نفسها تملك اقوي سلاح ، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بتغيير سياستها الحالية وتبدأ في تصدير الغاز الطبيعي المسال والنفط .

تم بحمد الله ترجمة الجزء الثالث .
وسوف يتم نشر ترجمة الجزء الرابع فور الانتهاء منه باذن الله .

الموضوعالأصلي : الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا // المصدر : منتديات أحلى حكاية //الكاتب: محمد علام

**محمد علام** · السبت ديسمبر 13, 2014 3:25 am

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا

بسم الله الرحمن الرحيم .

الكاتب : جورج فريدمان ، وقد سبق التعريف به في الجزء الاول .

الجزء الرابع والاخير:

هناك اتجاهات في الخفاء بهذا الخصوص ، فبلغاريا مثلا أعلنت في مطلع شهر يونية الماضي ، أنها ستعلق اعمال مد خط غاز " السيل الجنوبي " - خط غاز عملاق جديد في طور الانشاء يحمل كميات اضافية من الغاز الروسي لاوروبا - وهو الخط الذي يفضل الروس التعامل من خلاله ، وجاء هذا القرار البلغاري بالتعليق بعد اجتماع رئيس الوزراء في تلك البلاد مع ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي ، وعلي المدي القصير ، فقد يكون هذا الاجراء استراتيجية للحد من سيطرة روسيا علي الطاقة في أوروبا ، وأما علي المدي الطويل ، فمن الممكن ان تكون استراتيجية لخلق وسيلة لزعزعة استقرار الاقتصاد الروسي .

ولاشئ من هذا كله ، يشكل تهديدا مباشرا بالنسبة لروسيا ، فسوف تمر اعواما ، قبل ان تأتي مصادر الطاقة التي ذكرناها ، وغيرها من مصادر الطاقة البديلة ، لكي تصبح بديلا عن الغاز الروسي ، وفي الواقع ، فأن بعض هذه المصادر لن يكون متاحا ابدا ، وهناك العديد من القيود المفروضة عليه ، وخصوصا في المدي القصير ، ذلك أن الشركات الامريكية وحلفائها من الدول المنتجة للنفط ، والذين يعتمدون في ارباحهم علي ارتفاع اسعار النفط ، سوف يعانون جنبا الي جنب مع روسيا ، وبالتالي فأن الضمانات لهذه السياسة ، هي ضمانات مكلفة وعالية القيمة ، ولكن اللعبة التي نتحدث عنها هنا هي " المستقبل الجيوسياسي " ، وهناك جهود كبيرة تجري حاليا لزيادة كميات النفط المتاح عالميا ، وهذه الجهود من الصعب ايقافها ، ويجب ان تعمل الاستراتيجية الروسية في هذه الاثناء علي الحد من تأثير مداخيل الطاقة علي الضرورات الجيوسياسية في موسكو ، والروس يعلمون ذلك ، وهدفهم الان هو تنويع اقتصادهم بما فيه الكفاية في غضون ال 10 سنوات المقبلة للحد من تعرضهم للتقلبات في اسواق الطاقة ، والتهديد الذي يواجه موسكو هو الزيادة في المعروض ، والذي يتوغل في الاسواق الروسية ، ويقوم بتخفيض اسعار النفط ، قبل ان تكمل روسيا الانتهاء من هدفها بتنويع اقتصادها كما سلف الذكر .

وبالنسبة للولايات المتحدة ، فأن اللعبة ليست تسليح بولندا علي نطاق واسع ، أو بناء البحرية الرومانية ، أو حتي اجراء تحويلات في اسواق النفط ، ان اللعبة أبسط من ذلك ، واشنطن تريد فقط ان تظهر بأنها مستعدة للقيام بهذه الاشياء ، ومثل هذا العرض للارادة الامريكية ، سوف يجبر الروس علي اجراء اعادة حساب لموقفهم الان ، قبل ان تتحول التهديدات الي حقيقة ، وليس الامر بهذه الصورة ان الولايات المتحدة تقوم بعملية خداع ، ولكن الحقيقة أن واشنطن تفضل أن تحقق اهدافها بدون بذل مجهود كبير ، وبصراحة فهي لاتريد تخزين اسعار النفط ايضا .

حسابات جديدة :

الولايات المتحدة الان تمتلك حكومة موالية للغرب في اوكرانيا ، واذا استمرت هذه الحكومة ، وتمت تقويتها ، فأن الموقف الروسي سيصبح موقفا دفاعيا بحتا ، وتهديد الذي تطرحه موسكو سوف ينتهي ، وعلاوة علي ذلك ، فقد يتزعزع الاستقرار في بيلاروسيا ايضا ، وينتهي بها الامر مع حكومة موالية للغرب ايضا ، وفي كلتا الحالتين ، سوف يكون الموقف الروسي صعب جدا ، فوقتها يجب ان يصبح سلاحها الرئيسي - قطع امدادات الغاز عن اوروبا - قد تم أخذه في الحسبان ، فوقتها ستكون الاستراتيجية الروسية في حالة حساسة للغاية ، وربما قد يكون من الممكن وقتها عمل حسابات علي احتمالات عدم استقرار في روسيا ذاتها ، وسيصبح المستقبل بالنسبة لروسيا سيصبح شيئا واحدا لا يوجد دولة واحدة تريد ان تصل اليه وهو في تلك الحالة " حالة المستقبل الغير مؤكد " .

الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا Moscow-grey_1570622i

هل تواجه موسكو مستقبل يكسوه الضباب ؟ .

روسيا الان تمتلك اختيارين اثنين ، الخيار الاول : هو زعزعة الاستقرار في اوكرانيا ، والنجاح في هذا الخيار غير مؤكد ، وموسكو لايمكنها التنبؤ في هذه الحالة برد فعل الولايات المتحدة ، فتحركات واشنطن في بولندا ، رومانيا ، وحتي في تركيا جعلت من هذا الخيار اكثر خطورة مما كان عليه سابقا ، والتراجع بالنسبة لروسيا هو تحييد أوكرانيا ، اي جعلها دولة محايدة ، فالروس سيتركون الحكومة الحالية في مكانها طالما ستتعهد كييف بعدم الانضمام الي الهياكل المتعددة الجنسيات التي يقودها الغرب ، مع عدم السماح لاي وجود عسكري أجنبي علي الاراضي الاوكرانية ، وفي المقابل ، يضمن الروس للاوكرانيين سلامة اراضيهم ، وحتي قد تعيد النظر في وضع شبة جزيرة القرم .

ان الاستراتيجية الغربية تقوم علي خلق تهديد حقيقي للمصالح الروسية الاساسية ، وهذا يعني ضمان الدفاع عن بولندا ، وفي ذات الوقت يتم اعداد وتجهيز لقدرات عسكرية هجومية في رومانيا ، ولكن محور هذه الاستراتيجية قائم علي السماح لموسكو بأن تعلم ان الولايات المتحدة تقوم بالاعداد اذا مالزم للامر لشن هجوم شامل علي اسعار النفط ، والهدف هو جعل بوتين يعيد التفكير في المخاطر التي ستواجهه علي المدي الطويل قبل ان يعتمد في تصرفاته علي الميزة التي تملكها روسيا علي المدي القصير وهي صادرات الغاز الطبيعي .

هل يعيد بوتين ترتيب افكاره ؟ .

وبالتالي يجب علي الروس الان حساب ما اذا كان بامكانهم زعزعة الاستقرار في اوكرانيا بما فيه الكفاية لازاحة الحكومة الموالية للغرب ، كما يجب عليهم النظر في تكاليف القيام بذلك ، موسكو الان تقوم باستكشاف امكانيات تحييد اوكرانيا ، والمانيا ستكون دولة ضرورية في حالة القيام بذلك ، واظن ان الالمان سيكونوا سعداء لرؤية كييف وقد تم تحييدها ، اذا كان ذلك سيضع نهاية للازمة .

ومن وجهه نظر الولايات المتحدة ، فأن اوكرانيا المحايدة ، ولكن التي يتم توجيهها من قبل الغرب ، سوف تخلق " منطقة عازلة " من شأنها ان تمنع حدوث مواجهات مع روسيا ، وما يجب علي الامريكيين وضعه في حسبانهم ، هو مدي استقرار هذا الترتيب الذي نتحدث عنه ، وما قد يفعله الروس في وقت لاحق لتقويضه ؟ فالمشكلة مع الموافقة علي اي صفقة ، هي التنفيذ الفعلي للصفقة ، وهناك شئ واحد فقط يقول ان روسيا لاتريد اي تهديد لاقتصادها الضعيف ، واذا لم تظهر اليه للسيطرة علي كل هذا ، فأن اوكرانيا ستظل ساحة معركة في حرب باردة مصغرة .

تم بحمد الله .

الموضوعالأصلي : الحدود : رأي ما وراء اوكرانيا // المصدر : منتديات أحلى حكاية //الكاتب: محمد علام

أهلا وسهلا بك إلى المعرفة
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة القوانين، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.