لانزعاجهم من سرعة وحجم التدخل الروسي في سوريا ، صرح مسؤولين عسكريين غربيين اليوم الخميس أنه سيتم تكثيف التدريبات العسكرية ونشر أعداد قليلة من أفراد الخدمات اللوجيستية في أوروبا الشرقية والوسطي.

من جانبها أعلنت بريطانيا أنها سترسل جنودا إلي دول البلطيق في أعقاب استعراض القوة الذي تم من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ألمانيا بدورها أدانت العمليات الروسية في سوريا بأشارة غير عادية الصدور من برلين ، حلف الناتو أيضا أعرب عن دق ناقوس الخطر بشأن التوغل الروسي في المجال الجوي التركي واتساع مجال الصراع ليشمل إطلاق صواريخ كروز من سفن حربية في بحر قزوين.

من اليسار، وزير الدفاع مايكل فالون من بريطانيا، وزير الدفاع اشتون كارتر من أمريكا، والامين العام للحلف ينس شتولتنبرج في بروكسل يوم الخميس.

" نحن نقوم بتنفيذ أكبر تعزيز للدفاع الجماعي منذ نهاية الحرب الباردة " كان ذلك التصريح علي لسان الامين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج قبل أجتماع لوزراء دفاع دول الحلف - بمن فيهم ووزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر - بهدف النظر في الرد علي التحركات الروسية.

وكانت هذه اللغة القوية في الرد علامة أخري علي أستياء الغرب من القصف الجوي لروسيا في سوريا وكذا دعمها لهجوم بري ينفذه الجيش النظامي الموالي للحكومة هناك ويبدو أن هناك جهود مشتركه في هذا الهجوم من قبل إيران وحزب الله اللبناني وهي قوات موالية أيضا للرئيس المحاصر في سوريا بشار الأسد ، ويصر السيد بوتين علي أن قصد التدخل الروسي هو أستهداف المسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية داعش . لكن مسؤولين غربيين صرحوا بأنه يستخدم تلك الذريعة في الواقع لضرب الجماعات المتمردة الأخري والتي تحاول أسقاط الأسد.

" الروس لا يستهدفون داعش بشكل رئيسي لكنهم يستهدفون الجماعات المعارضة الأخري ويقومون بدعم النظام " كان ذلك تصريحا ثانيا للسيد شتولتنبرج أيضا مضيفا " أدعو روسيا للعب دور بناء وتعاوني في القتال ضد داعش ، وليس الاستمرار في دعم نظام الأسد وذلك لان دعم النظام لا يشكل مساهمة في بناء حل سياسي سلمي ودائم في سوريا ".

وأعلن الناتو أنه قام بتكثيف عمليات التدريب وإنشاء مقرين عسكريين صغيرين في المجر وسلوفاكيا ، لتكمل بذلك مجموعة مقرات أخري في دول البلطيق استونيا ولاتفيا وليتوانيا وبلغاريا وبولندا ورومانيا ، وسيكون في كل مقر حوالي 80 عسكريا ، سيكون حوالي نصفهم من الدولة المضيفة والبقية من منظمة حلف شمال الأطلسي ، وتلك المعلومات وفقا لمسؤولين في الحلف في بروكسل ، وقال هؤلاء المسؤولون أن هذه المقرات تخدم أساسا كمراكز للتخطيط لتعزيز محتمل من قبل قوات الناتو ، وتقييم للخدمات اللوجيستية مثل أعماق المؤاني التي ترسو بها القطع البحرية وأطوال المدارج التي ستهبط عليها طائرات الحلف.

خريطة توضح مواقع الضربات الجوية الروسية في سوريا تشير النجمات السمراء الكبيرة إلي الضربات الجوية التي تم تنفيذها في الثاني من أكتوبر ، أما النجمات السمراء الأقل حجما فهي مواقع الضربات في الأيام السابقة علي ذلك التاريخ المناطق الملونه باللون الأزرق الفاتح هي مناطق سيطرة النظام المناطق الصفراء هي مناطق سيطرة الجماعات المسلحة علي أختلافها المناطق الحمراء هي مناطق سيطرة تنظيم داعش المناطق الخضراء هي مناطق يسيطر عليها الكرد   مصادر هذا الرسم تنوعت بين مركز كارتر ، المرصد السوري لحقوق الأنسان ، ومصادر أخري

السيد الأمين العام شتولتنبرج قال أن الفكرة من هذه التحركات هي : " التأكد من أن قواتنا يمكن أن تتحرك بسرعة وفعالية إذا كانوا بحاجة إلي نشرهم في تلك المناطق " وقال أن حلف الناتو قادر وعلي استعداد للدفاع عن حلفائه بما في ذلك تركيا ضد أي تهديد ".

بعض وزراء الدفاع الحاضرين للأجتماع كانوا أكثر حزما وصرامة في أنتقاداتهم لروسيا.

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قال في تصريحات له قبيل الأجتماع أن بلاده سوف تنشر أعدادا قليلة من الجنود في دول البلطيق لموازنة القوة مع روسيا وسمي ذلك التحرك بــ " سياسة الجود والدعم المستمرة لحلفائنا علي العلم الشرقي من حلف الناتو ردا علي العدوان والاستفزاز الروسي ".

ونقلت وكالة أنباء بلومبرج عن نظيره الألماني وزير الدفاع أورسولا فون دير قوله : " عندما تهاجم روسيا الذين يقاتلون داعش ، فأن ذلك يقوي داعش ".

هناك أجتماع منفصل آخر سيجمع هذه المرة وزراء الداخلية في الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج اليوم الخميس سعيا لمعالجة أزمة الهجرة في المنطقة والتي نتجت كجزء من نتائج النزاع السوري.

سيقوم الوزراء بمناقشة كتاب الحكم المشترك لطرد المهاجرين الغير مؤهلين للحصول علي اللجوء ، وكذا الطرق لتحصين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي ، بالإضافة إلي قائمة لبلدان آمنة حيث يمكن إرجاع المهاجرين.

من المرجح أن مناقشة الاستنتاجات التي تم التوصل إليها في هذا الأجتماع الوزراي في الخامس والسادس عشر من أكتوبر الجاري في اجتماع القمة لزعماء دول الاتحاد الأوروبي ، حيث ستتصدر مسألة الهجرة جدول الأعمال.

وكان تيريزا ماي وزير الداخلية البريطاني قد دعا عند صوله الى اجتماع في لوكسمبورج ، إلي اتخاذ تدابير عاجلة لردع المهاجرين الذين من غير المرجح أن يتأهلوا للحصول على الحق في اللجوء من الذهاب في رحلات خطرة إلى أوروبا.

المصدر : نيويورك تايمز