القاذفات الروسية المقاتلة سو-34 ، ومقاتلات السو-27 والميج-29 ، تحلق فوق الساحة الحمراء في موسكو في السابع من مايو الماضي خلال بروفة للعرض العسكري ليوم النصر ضد النازية في الحرب العالمية الثانية ( صورة من وكالة أ ف ب / الصورة من غيتي )

بينما يواصل الكرملين تأكيد قوته الجوية في محاولة لتخويف دول حلف الناتو في أوروبا وأمريكا الشمالية ، تصل الطائرات والتي في غالبها صنعت أبان الحقبة السوفيتية إلي حدود قدراتها هي أيضا - حقيقة يشير إليها الخبراء عند محاولة تفسير فقدان خمسة طائرات من أنواع مختلفة في الشهر الفائت فقط -.

الحادث الأحدث في سلسلة من حوادث تحطم الطائرات جاء في السادس من يوليو الجاري ، عندما تحطمت مقاتلة الهجوم الأرضي ذات المقعدين من طراز سو-24 في قاعدة جوية خارج خاباروفسك في أقصي الغرب الروسي بينما كانت تحاول الأقلاع للقيام بمهام تدريبية.

أتت تلك الحادثة عقب تحطم مقاتلتين من طراز ميج-29 ، قاذفة سو-34 ، وقاذفة توبوليف-95 ، وجميعها تحطمت في الشهر الماضي فقط كجزء من أكبر اتجاة نحو الفشل تواجهه القوات الجوية الروسية خلال السنوات القليلة الماضية ، كما أن أساطيل الطائرات من الحقبة السوفيتية قد تراجعت في مستواها ضحية للسن وللاكتفاء بطائرات دون المستوي المطلوب.

مصدر مقرب من وزارة الدفاع صرح بشرط عدم الكشف عن هويته بأن حوادث التحطم تلك هي نتيجة لاثنين من الاسباب الرئيسية التي تعاني منها القوات الجوية الروسية في يومنا هذا وهما الإفراط في استخدام الطائرات القديمة وعدم وجود الطياريين المؤهلين.

من السهل أن نفهم النقطة والسبب الأول وذلك لأن أنشطة الطيران الروسي قد أرتفعت بشكل مثير منذ التدخل الروسي في الأراضي الأوكرانية في شهر مارس من عام 2014.

ووفقا لبيانات تم توفيرها من حلف الناتو فأن طائرات دول الحلف أعترضت أكثر من 400 طائرة روسية بالقرب من مجالها الجوي في عام 2014 وذلك عقب أندلاع الأزمة الأوكرانية بزيادة وصلت لنسبة 50 % مقارنة بالسنوات الماضية وصولا إلي المعدل الذي يعيدنا للمواقف العدائية أبان الحرب الباردة.

الطبيعة المنتظمة لهذه الأنشطة هي واحدة من العوامل التي دفعت الجنرال بجيش الولايات المتحدة " جو دانفورد " ، وهو الشخص الذي من المتوقع أن يتم تعيينه وبسهوله في منصب رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لكي يقوم بتعريف روسيا بأعتبارها " أكبر تهديد وجودي " للولايات المتحدة خلال جلسة أستماع في 9 يوليو الجاري.

بول شوارتز المحلل الكبير الذي يركز في كتاباته علي الشأن الروسي في ( مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ) يلاحظ أنه ليس من المألوف بالنسبة للطائرات الروسية أن تمر ( بسلسلة من الحوادث ) ، إلا أن المعدل الحالي لفقدان الطائرات خرج عن تلك القاعدة.

الأرقام تحمل معانيها ، فمنذ عام 2010 ومع قيام الحكومة الروسية باعادة سلاحها الجوي للعمل بشكل منتظم في عهد وزير الدفاع السابق " اناتولي سيرديوكوف " فلقد شهدنا أكثر من 30 حادثة تحطم ، نادرا ما كانت الارقام تكسر حاجز الطائرة الواحدة في الشهر وذلك وفقا للتقارير الصحفية الروسية ، وهذا ما يظهر لنا التباين الصارخ في خسائر الطائرات في الشهر الماضي.

هناك صلة " واضحة " بين تزايد وتيرة العمليات العسكرية التي أجريت علي مدي السنة والنصف الماضية وموجة الزيادة في حوادث الطائرات العسكرية ، وذلك وفقا للسيد شوارتز.

" أنها تأخذ وبوضوح منعطفا إلي الأعلي ".

مصدر روسي أشار إلي الضغط الواقع علي الأسطول الروسي من خلال المطالبة بمعدلات أعلي للدوريات والتدريبات علي مدي السنوات القليلة الماضية ، ومنذ بداية الأزمة في أوكرانيا خاصة.

" أن غالبية المعدات ، التي كانت جزاء من حوادث التحطم الحالية للطائرة الأحدث سو-34 هي معدات قديمة للغاية ففي عهد وزيري الدفاع اناتولي سيرديوكوف وسيرجي شويجو ، يتم أستخدام الطائرات علي نطاق واسع وخصوصا خلال عمليات التفتيش المفاجئة " يقول ذلك المصدر الروسي.

* الموضوع عبارة عن ترجمة أجزاء من تقرير تناول لهذه المشكلة التي تواجه سلاح الجو الروسي من أصدار ميليتري تايمز.