مقال من المونيتور


بقلم بروس ريدل



ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، وهو يركز في كتاباته على التحول السياسي والإرهاب وتسوية النزاعات. وكان يعمل سابقًا مستشارًا أعلى لثلاثة رؤساء للولايات المتحدة لقضايا الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وبناءً على طلب من الرئيس أوباما، ترأس إجراء استعراض مشترك بين الوكالات للسياسة تجاه أفغانستان وباكستان للبيت الأبيض، والذي اكتمل في مارس 2009.

التاريخ الوظيفي

المستشار الخاص لحلف شمال الأطلسي، بروكسل، بلجيكا، عضو الكلية الملكية للدراسات الدفاعية، لندن، المملكة المتحدة، المساعد الخاص للرئيس والمدير الأعلى لشؤون الشرق الأدنى وشمالأفريقيا بمجلس الأمن القومي، المساعد الخاص للرئيس والمدير الأعلى لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا بوزارة الخارجية، مجلس الأمن القومي، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا بوزارة الخارجية، مكتب وزير الدفاع، ضابط بالمخابرات الوطنية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا، المجلس الوطني للاستخبارات، مدير شؤون الخليج وجنوب آسيا، مجلس الأمن القومي، نائب رئيس فرقة عمل الخليج الفارسي، وكالة الاستخبارات المركزية، مناصب مختلفة بوكالة الاستخبارات المركزية ، ويعمل ايضا في معهد بروكينغز للابحاث.

التعليم

ماجستير في الآداب من جامعة أكسفورد 1977 ، و درجة البكالوريوس من جامعة براون 1975.


مقال بعنوان

ماهو المستقبل القادم للسعودية ؟

وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز (يمين) بلقاء مع ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز في الرياض ، 17 فبراير 2014 ( صورة من رويترز ، فايز نور الدين )

في أربعة أشهر ونصف منذ أن صعد الملك سلمان بن عبد العزيز إلي العرش في المملكة العربية السعودية قام الملك بتغييرات عميقة في قيادات المملكة ، فقرر إلغاء اختيار الملك الراحل عبد الله لولي العهد لصالح أمير من جيل الشباب ، قام أيضا باستبدال وزير الخارجية الأطول خدمة في العالم . قام بتبسيط عملية صنع القرار وخلق لجنتين قويتين تختصا بالإشراف علي الدفاع والقضايا الاقتصادية . الأكثر من هذا كله ترقيته ابنه البالغ من العمر 29 عاما ليكون وزيرا للدفاع ، وأعطي الأمير محمد بن سلمان قيادة حرب المملكة العربية السعودية في اليمن . تمثل هذه التغييرات تحولا للأجيال التي في السلطة من جيل الأمراء الذي تولي المملكة وهي مناطق نائية ، مقفرة ، فقيرة ، و معزولة في شبة الجزيرة العربية ليجعلوها عملاق الطاقة العالمي و أقوي دولة في العالم العربي ، إلي الجيل الملكي الجديد والذي نشأ مع ثروة و سلطة لا تصدق.

ليس من المستغرب أن هناك تكهنات كثيفة داخل و خارج المملكة عن ما قد يحدث لاحقا . هل يعتزم الملك القيام بمزيد من التغييرات في القيادة والسلطة وبنية العائلة المالكة ؟ لدي رفاق المملكة من الممالك المحيطة كالاردن ودول الخليج هناك الكثير من التكهنات الهادئة حول أن الابن المحبب و المفضل للملك الراحل " عبد الله " الأمير " متعب بن عبد الله " الذي يشغل منصب وزير الحرس الوطني قد يكون هو المغادر القادم للسلطة . صحيفة " النيويورك تايمز " ذكرت في تقرير لها أن مساعدي الأمير متعب يشكون في أن الملك سيستبدله . بينما يري آخرون أن الحرس الوطني السعودي قد يعاد تنظيمه أو وضعه تحت سيطرة وزارة الدفاع.

ظل الحرس الوطني السعودي قاعدة خاصة لفرع الملك عبد الله في العائلة المالكة منذ أن تولي الملك الراحل قيادته في عام 1962 ، وظل قائدا له حتي عام 2010 حينما عين أبنه متعب محله . وكان دائما مؤسسة مستقلة عن القوات المسلحة النظامية بوزارة الدفاع ، فالحرس الوطني بمثابة قوات نخبة ملكية تحمي الملكة وتقدم لها ضمانات ضد الانقلابات و الاضطرابات الداخلية . تنتشر حول الرياض العاصمة ، المنطقة الشرقية الغنية بالنفط و المنشآت الرئيسية الأخري . كان الحرس الوطني قد قام بالانتشار في البحرين للمساعدة في دعم الأقلية السنية الحاكمة لتلك الجزيرة.

يتم تدريب قوات الحرس الوطني من قبل الأمريكيين منذ العام 1975 ، و مجهزه تجهيزا جيدا بعربات مدرعة ، هذه القوات ايضا تشرف كميليشيا قبلية لضمان ولاء القبائل للعائلة الحاكمة . كما يصل عدد الكوادر المدربة من الحرس الوطني إلي حوالي 100 ألف رجل.

الأمير متعب ، البالغ من العمر 63 عاما ، هو الأبن الثاني للملك عبد الله ، تلقي تعليمه في بيروت و جدة قبل تخرجه من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ، كما درس أيضا في كلية الملك خالد العسكرية قبل أن يمضي حياة مهنية طويلة في الحرس الوطني . في مايو من عام 2013 رفع لدرجة " وزير الحرس الوطني " وهو المنصب الذي تم إنشاؤه حديثا لمنحة المزيد من المكانة . أما شقيقه فهو الأمير مشعل فكان حاكما لمنطقة مكة المكرمة حتي هذا العام ، شقيق ثالث هو الأمير تركي أمير منطقة الرياض ، كلا من الأميرين مشعل وتركي تم استبدالهما في شهر يناير كانون الثاني تحت حكم الملك سلمان.

لعبت قوات الحرس الوطني في البداية دورا ثانويا في حرب اليمن . لكنها أصبحت لاعبا أكثر بروزا منذ أن تعثرت الحرب في طريق مسدود ، عززت قوات الحرس الوطني الحدود بين اليمن والمملكة و لعبت دورا في إحباط هجوم كبير عبر الحدود تم شنه من قبل المتمردين الحوثيين و حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح الأسبوع الماضي و كان علي رأس القوات المهاجمة عناصر من قوات الحرس الجمهوري التابع للرئيس اليمني السابق . كما أطلق الحوثيين أيضا في السادس من يونية الجاري صاروخ سكود علي خميس مشيط المدينة التي تعد موطنا لأكبر قاعدة جوية في جنوب غرب المملكة العربية السعودية . أعترض السعوديين بنجاح صاروخ الأسكود بواسطة صاروخي باتريوت ، كان المتحدث بأسم الجيش السعودي قد أعلن في وقت سابق ان القوات الجوية الملكية السعودية دمرت كل قدرة اليمن علي أطلاق صواريخ سكود عبر الضربات الجوية.

كان الملك سلمان قد أظهر ميلا واضحا نحو تحمل المخاطر و اتخاذ القرارات في الأشهر الأربعة الأخيرة . الكثير من الشباب السعودي سعيدين بترقيته الأمراء الصغار ، كما أنتجت الحرب القومية التي تخوضها السعودية لحظة تجمع السعوديين فيها حول علم بلادهم . مع ذلك فمن المرجح أن يكون تعامل الملك مع الحرس الوطني حذرا . إذ أن عزل الأمير متعب قد يسبب تنفير فرع قوي داخل العائلة ، فرع يشعر فعليا بخيبة الأمل بعد  أن فقد أثنين من أبنائه المناطق التي كانوا يحكمونها . الحرس الوطني لديه ولاء عميق تجاة الملك عبد الله . هناك أيضا في الأسرة أمراء ساخطين آخرين فقدوا نفوذهم منذ وفاة الملك عبد الله . علاوة علي ذلك فأن تغيير هيكل القيادة للحرس الوطني خلال زمن الحرب سيكون بمثابة أشارة علي فشل القيادة ، وقد يجد الملك و أبنه نتائج عسكية لذلك.

تشير الهجمات البرية للحوثيين ، و صواريخ سكود أن المتمردين الموالين لإيران لم ترهبهم السعودية . وقد نجحوا بالفعل في الحصول علي اتصال مباشر مع الولايات المتحدة ، أجتمع دبلوماسيين أمريكيين مع ممثلين للحوثيين في عمان التي تقوم بدور الوسيط وراء الكواليس لجمع كل الأطراف للذهاب إلي محادثات الأمم المتحدة التي من المقرر أن تبدأ غدا 14 يونية . وهناك دلائل علي أن الحوثيين و صالح علي استعداد لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ، الذي يدعوهم لإخلاء قواتهم من صنعاء و المدن الرئيسية الأخري . حرب الملك في اليمن لم تأت بالنصر الحاسم الذي وعدت به . كيف يتعامل الملك مع الأمير متعب ؟ قد يكون ذلك مؤشرا علي العديد من المخاطر التي سيكون علي الملك الاستعداد لاتخاذها.

تم بحمد الله