عناصر من قوات الولايات المتحدة في أوروبا والتابعة لفوج الفرسان الثاني تدخل الي أحدي القري الالمانية في 15 أكتوبر 2012 ، صورة من Army photo

واحدة من أخر الوحدات الأمريكية القتالية تمركزا في أوروبا طلبت من الحكومة أن تقوم بتوفير بنادق ذات عيارات أكبر وسط زيادة التوترات بسبب التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية.

فوج الفرسان الثاني طلب تجهيز 81 مدرعة من مدرعاته الناقلة للجند ذات الثمانية عجلات طراز " سترايكر " بمدافع آلية عيار 30 ملم ، ليكون جنبا الي جنب مع البنادق عيار 12.7 التي تحملها بالفعل وذلك وفقما أورده موقع breaking defense.

صورة لمذكرة طلب التطوير والتي حصل عليها الموقع الامريكي وقام بنشرها

هذه المدافع المطورة سوف سوف تعطي مدرعات سترايكر قوة نيرانية أضافية ضد المدرعات الخفيفة التدريع الاخري ، فالمدافع عيار 30 مم تعتبر أكبر مرتين في العيار من المدافع 12.7 مم ، بل ومع هذا التطوير ستصبح مدرعات سترايكر تحمل سلاحا أكبر حتي من المدفع المعروف chaingun عيار 25 مم والذي تحمله ناقلة الجند المدرعة برادلي M2.

لكن يجدر ذكر ان هذه الاضافة لن تجعل الاسترايكر تتحول الي دبابة ، اذ أن مدفع دبابات M1 ابرامز الرئيسي يصل عياره الي 120 ملم . لكن هناك حدود مادية وعملية لما يمكن أن تستوعب حمله عربة مدرعة ذات وزن من 20-30 طن لقد أنفق الجيش سنوات في محاولات بائسة لتحميل مدفع 105 ملم فقط علي متن الاسترايكر دون جدوي ، لكن كما سبق القول فأن المدفع 30 ملم كافي للغرض ويجعل الاسترايكر تملك قوة نيرانية كافية للقضاء علي المدرعات الخفيفة التدريع مثل مدرعات BMP الروسية الشهيرة.

لقد أجرت الولايات المتحدة تدريبات منذ شهر بأستخدام 61 مدرعة من مدرعات الاسترايكر لتقييم أدائها في أوروبا وأثبتت المدرعة فعالية وقدرة جيدة علي السير علي الطرق الممهدة منتزعة الاعجاب ، لكن أدائها خارج الطرق الممهدة كان يسير بشكل اسوأ ، الاهم من تلك النتائج ان هذه المناورات أثبتت أن ماينقص الاسترايكر بشكل حقيقي هو قدرتها علي " الفتك " لذا كان قرار التطوير ذلك قرارا صحيحا.

فوج الفرسان الثاني ومقره في فيلسيك ، ألمانيا ، تم نشرها في دول البلطيق لردع أي عدوان تالي علي الاستيلاء الروسي علي منطقة شبة جزيرة القرم من أوكرانيا ، وذلك وفقما أورده ذات الموقع أيضا.

والسؤال الاخير هل ستقتصر ترقية مدرعات الاسترايكر علي 81 مدرعة في أوروبا ، أم ستشمل مدرعات الاسترايكر المنتشرة في عدة أماكن أخري مثل منطقة المحيط الهادئ ، لقد جاء في الوثيقة ان هذا الامر سيتم دراسته لتعزيز الاستراتيجية الوطنية الامريكية للاستجابة للازمات ، لتلبية تطلع الجيش الي عربات خفيفة يمكن نشرها بسرعة عن طريق الطيران ، ولكن أن تكون أيضا مدججة بما فيه الكفاية بالسلاح.

وكان قائد حلف الناتو قد صرح يوم الخميس الماضي أن هناك حشود عسكرية روسية كبيرة علي الحدود مع أوكرانيا ، مضيفا أن هذا الشئ يمكن الانفصاليين التابعين لموسكو من شن هجوم جديد دون سابق أنذار.

الأمين العام لحلف الناتو ( ينس شتولتنبرج ) قال أن روسيا قد صعدت بشكل كبير من المساعدات الي الانفصاليين ، بالاضافة الي تزويدهم بتدريب متقدم ومعدات متطورة مثل الطائرات دون طيار ، وذلك علي الرغم من وقف أطلاق النار.

ولكي تطرح هذا الاتهام من علي أنفسهم ، فأن المسئولين الروس قالوا بدورهم أن مدربين عسكريين من الولايات المتحدة قاموا بأعطاء تدريبات قوات الحرس الوطني الأوكرانية وتحديدا تقنيات القتال في المناطق الحضرية ، في نفس المناطق الشرقية حيث تقاتلت القوات الأوكرانية والانفصاليين علي مدار العام الماضي.

وفي واشنطن رفضت وزارة الخارجية الامريكية الادعاءات الروسية بوجود مدربين من الولايات المتحدة شرق أوكرانيا ، قائله أن كل الانشطة كانت في غربي أوكرانيا بالقرب من الحدود مع بولندا.

" كنا نفعل هذا منذ 20 عاما من الآن " يقول ذلك السيد " ماري هارف " المتحدث بأسم وزارة الخارجية الأمريكية الي المراسلين الصحفيين ، واصفا البيان الروسي " بالمثير للسخرية ".

أما شتولتنبرج الأمين العام لحلف الناتو بدوره فقد اشار الي التقارير التي تحدثت عن وجود تحركات روسية تقوض وقف إطلاق النار الذي أعلن في شرق أوكرانيا ، وتنتهك اتفاق مينسك الذي أبرمته موسكو. قال ايضا أن هناك أكثر من 1000 معدة عسكرية روسية تم نقلها خلال الشهر الماضي ، بما في ذلك الدبابات ، المدفعية ، ووحدات الدفاع الجوي.

يتابع السيد شتولتنبرج قائلا أن مثل هذه التحركات تعطي سببا للقلق الشديد وستمكن الانفصاليين من الانتقال الي الهجوم مرة أخري دون سابق أنذار ، وأن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ليس لديه يقين حول نوايا موسكو والمتمردين الذين تدعمهم روسيا ، متابعا : "لكننا علي يقين من قدراتها".

المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال-إيغور كوناشنكوف قال أن المدربين الأميركيين ينشطون في المناطق المتنازع عليها في شرق أوكرانيا ، وأن هذا النشاط جاء بعد يوم واحد من اتهام وزارة الخارجية الأمريكية روسيا بنشر أنظمة الدفاع الجوي في شرق أوكرانيا وأنها تشارك وحدات المدفعية ورجمات الصواريخ جنبا الي جنب مع القوات الانفصالية في انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار الهش.

الجنرال كوناشنكوف نفي تلك الادعاءات الامريكية وقال ان المدربين من الولايات المتحدة يعملون في المنطقة المجاورة لعدة مدن منها ماريوبول.

جدير بالذكر أن قوات المظليين من الولايات المتحدة وصلت الاسبوع الماضي الي غرب اوكرانيا لتدريب وحدات الحرس الوطني.


المصدر : military.com و breaking defense