أنهت قوات الدفاع الجوي الفضائي الروسية اختبارات مجمع " أوكنو" البصري - الإلكتروني الموجود في جمهورية طاجكستان، والمخصص للكشف عن الأجسام الفضائية. ومن المقرر أن يجري تركيب أكثر من عشرة مجمعات جديدة لمراقبة المجال الفضائي قبل عام 2018، أمّا أول هذه المجمعات فسوف يُبنى في إقليمي ألطاي وبريموسكوي الروسيين.

انتهى تحديث مجمع " أوكنو" البصري الإلكتروني الذي من المقرر أن يدخل حيز الخدمة اعتباراً من بداية شهر ديسمبر/كانون الأول القادم. وأضيفت إلى محطات المجمع الموجودة أربع محطات بصرية إلكترونية جديدة لرصد وجمع قاعدة بيانات عن الأجسام الفضائية، كما جرى تركيب أجهزة تلفزيونية لكشف الجيل الأخير. ويشترك المجمع مع الوسائل الإلكترونية الحديثة باستخدام عناصر القاعدة المحلية، الأمر الذي يستبعد الاعتماد على المكونات الأجنبية.

ووفق تصريح العقيد أليكسي زولوتوخين، الممثل الرسمي للمكتب الصحفي لشؤون قوات الدفاع الجوي - الفضائي في وزارة الدفاع الروسية لوكالة إنترفاكس للأنباء، فإن المجمع المستكمَل " يسمح بالتحكم بالمدى الكامل لارتفاع مدارات الأجهزة الفضائية، أما إمكانيات الكشف عن الأجسام الفضائية، ومعالجة البيانات وقدرة التمرير في مجمع " أوكنو" فقد ازدادت عدة أضعاف".

ويستطيع مجمع " أوكنو" البصري الإلكتروني الكشف عن الأجسام الفضائية ومراقبتها على ارتفاع يتراوح ما بين 2000 و 40 ألف كم ( حتى المدار الجغرافي الثابت)، ويعمل تشغيل المحطات الرادارية الثابتة الجديدة على توسيع قدرة هذه المنظومة على مراقبة الفضاء الكوني.

أما في السابق فكانت الأجسام المتواجدة على مدارات مرتفعة لا تقع في منطقة مراقبة محطات الرادار الروسية. وترتبط فعالية هذا المجمع بإمكانية العمل في نظام مستقل، من دون مشاركة مشغلين. كما أنه يقدم المعلومات عن الأجسام الجديدة في زمنها الحقيقي.

ويقوم مبدأ عمل مجمع " أوكنو" على مسح السماء بالتلسكوبات البصرية، ويقوم في الوقت نفسه بتحليل المعلومات التي تتلقاها منظومات الكمبيوترات التي تعمل بدورها على تصنيف النجوم بحسب السرعة والإضاءة والمسار. وتجري معالجة البيانات المتبقة ومتابعتها وتسجيلها، مع الحفاظ على أبعاد مدارات الأقمار الصناعية. أما حالياً فتوجد في قاعدة مجمع " أوكنو" البصري بيانات عن 9 آلاف جسم.

لم يكن اختيار موقع مجمع " أوكنو" في جبال سانغلوك، على ارتفاع 2200م فوق سطح البحر، من قبيل المصادفة، نظراً لأن هذا المكان لا تغطيه السحب على مدار السنة، ما يجعل مراقبة الفضاء الكوني فعالة جداً. وفي مقابلة مع صحيفة " النجم الأحمر" قال العقيد نيكولاي نيستيتشوك رئيس مركز مراقبة الفضاء الكوني: " بالتأكيد ... من حيث عدد الساعات الليلية الصافية، فإن " نوريك" ( مكان تواجد هذه المنظومة) واحد من أفضل المواقع في العالم، بينما لا توجد في روسيا مثل هذه المناطق".

وبغض النظر عن أن مجمع " أوكنو" البصري الإلكتروني يعمل منذ عام 2002، فإنه مسألة ملكيته لم تُسوّ إلا في عام 2004، وذلك خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى جمهورية طاجكستان. وفي عام 2005، نُظمت الحيثيات القانونية، وتم نقل عقدة منظومات مراقبة الفضاء الكوني " أوكنو" إلى ملكية روسيا الاتحادية.

وبحسب قول أليكسي زولوتوخين، فإن إدخال محطات إضافية من مجمع " أوكنو" حيز الخدمة يسمح بتوسيع مدى مدارات المراقبة إلى حد كبير، بحيث تستطيع المجمعات الجديدة رؤية الأجسام الأصغر بمرتين أو ثلاث مرات من تلك التي تكشفها المنظومة حالياً.