فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Logo12
أهلا بكم في المعرفة للدراسات الاستراتيجية والامنية والسياسية







أهلا وسهلا بك إلى المعرفة
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة القوانين، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

المعرفه للدراسات الامنيه والاستراتيجية والسياسية

منتدي استراتيجي امني سياسي
 


المعرفه للدراسات الامنيه والاستراتيجية والسياسية :: القسم الاستراتيجي :: قسم الاقتصاد والامن الداخلي والمجتمعي

شاطر

فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 08, 2016 10:52 pm
المشاركة رقم:
لواء مشرف
لواء مشرف

محمد بو عبيد

إحصائيةالعضو

عدد المساهمات : 1192
تاريخ التسجيل : 11/01/2015
الدوله : الامارات العربية المتحدة
العمل : اعلامي
مُساهمةموضوع: فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


بسم الله

Bloomberg : المعرفة

فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Header-01

هذا الرسم التوضيحي مبني علي الصور التي التقطها ماكس روسي من رويترز ، القذافي علي اليسار وبجواره لويد بلانكفين مدير مصرف جولدمان ساكس وصورته من اريك بييرمونت / أ ف ب / غيتي

عندما قبل أكثر بنوك وول ستريت قوة ونفوذ العمل مع أكثر عميل حارق في العالم ، كان أحد الأشخاص علي وشك أن يرتكب جريمة قتل.

كانت ليبيا معمر القذافي مكانا بائسا للقيام برحلة عمل.

في العام 2008 ، بعد سنوات قليلة من التخلي عن برنامجها للأسلحة النووية والكيميائية، بقت تلك الدولة الصحراوية مكانا مهددا ومزعج ، مع طرق سريعة متهالكة ، مطاعم فظيعة المستوي لا تقدم الخمور ، وصور تبدو عليها وجه القذافي مصنوعة من الجلد تنتشر في كل مكان وهو يحدق بشكل مؤذ من اللوحات الإعلانية . وفي العاصمة الكئيبة طرابلس كان يجلس علي حافة الصحراء في أقل المناطق الجرداء من بلد يعرف في الغرب بالديكتاتورية والإرهاب، ومليارات من الدولارات من النفط.

يوسف القباج أحد القلائل في جولدمان ساكس الذين يتمتعون بالسفر ، هو مندوب مبيعات للأوراق المالية يعمل من المقر الرئيسي للبنك في لندن ، وجد القباج أن ليبيا تذكره ببلده الأصلي (المغرب) ، كان يعتبر أن الأطلال في الحي القديم لطرابلس ساحرة ، كان في المدينة فندق واحد لائق (كورنثيا) ، المصمم علي شكل الهلال وبألوان الرمال ، في تلك السنة كان القباج ضيفا متكررا ، حيث قام بتخزين رف من أطقم الثياب المضغوطة تكون هناك في جميع الأوقات ، الرجل ذو الشعر الأسود الأملس ، الخدين المستديرين ، والابتسامة الخبيثة . كان يجيد اللغات الإنجليزية، الفرنسية، العربية، علاوة علي لغة التمويل الدولي.

التحول السلمي الذي قام به القذافي استأنف عمل ليبيا مع المصارف الغربية لأول مرة في عقدين ، كان هناك 60 مليار دولار من مبيعات الثروة النفطية لم يتم تسديدها بعد بسبب العقوبات الدولية ، كانت تلك الأموال جاهزة للتدفق في السوق حسب توجيهات هيئة الاستثمار الليبية، وهو الصندوق السيادي الجديد الذي يعتبر ماركة جديدة لثروة القذافي ، ومع أصوله التي تعود إلي شمال أفريقيا ، كان القباج واحدا من الأوائل في بنك جولد مان الذين حددوا تلك الفرصة وألقوا الضوء عليها ، لتصبح المؤسسة الليبية للاستثمار أكبر عميل بالنسبة له ، وتحول موضعه في سنة واحدة من مندوب مبيعات صاعد ليصبح ربما هو أكثر جالب للربح لدي أكثر البنوك الاستثمارية ربحا في العالم ، كان وقتها ذو 31 عاما.

في الثالث والعشرين من يوليو 2008 ، كان القباج في غرفته بفندق كورنثيا ، ينتظر بفارغ الصبر أن يدق هاتفه المحمول ، أخيرا حدث ذلك في حوالي التاسعة صباحا ، أمسك القلم وورقة لكتابة الملاحظات ، كان معه علي الخط مايكل دفاي ، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين لبنك غولدمان في لندن ، أشاد مايكل بدور قباج في ليبيا ، وأخبره أنه بعد بعض المناقشات فأن البنك علي استعداد ليضمن له تسعة مليون دولار كأجر في حال نجاحه في أتمام الصفقة ، وكان مبلغ مذهل، حتى في بنك جولدمان.


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Feat_libya-3

يوسف القباج ، مندوب البيع في بنك جولدمان ساكس

لكن قباج طلب المزيد من المال ، كان يعلم أن له دورا فعالا في الحصول علي كمية غير عادية من المال من عميل شديد الأهمية ، من غيره علي ظهر هذا الكوكب ؟ يمكن أن يبيع مليار دولار من سوق المشتقات المالية إلي نظام يحكمه طاغية مسرحي ينام في خيمة تحت حراسة بكاملها من المحاربين الإناث؟.

حتى تلك اللحظة ، كان القباج متأخرا . ليظهر اسم نيك بينتريث ، زميله في العمل من جنوب أفريقيا ، في واحدة من أوائل رحلاته إلي ليبيا ، يطرق باب غرفته في الفندق علي عجل لكي يدفعه للإسراع ، بسبب استدعاء وصل لحضور اجتماع في وقت متأخر من صباح اليوم مع نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار الليبية "مصطفي زارتي" ، هو أيضا صديق لعائلة القذافي ، -كان زارتي يضع سيفا خاص بالاحتفالات فوق مكتبه- ، ويشاع أنه كان يلوح به قبل الزوار الذين يتسببوا في غضبه ، في ذلك السوق كانت حالة الأسواق مخيفة بما فيه الكفاية ، بير ستيرنز، وهو بنك استثماري أمريكي كان قد أفلس في مارس الماضي ، وكانت هناك شائعات بأن بنك ليمان براذرز يمكن أن يكون هو القادم ، في ذلك الاجتماع كان زارتي يريد أن يعطيه القباج معلومات محدثة عن محفظة ليبيا في بنك جولدمان.

أستقل القباج و نيك بينتريث سيارة أجرة عبر تلك المسافة القصيرة بين الفندق وبرج الفاتح ، وهو برج مكون من شقين ، ضخم وعجيب الشكل يطل علي طرابلس ، في تصميم هندسي يمكن أن يسمي (ما بعد الحداثة الشمولية) ، كانت مكاتب هيئة الاستثمار في الطابق الثاني والعشرين من البرج . عادة ما كان القباج يظهر علي حق ، لكن في هذه المرة هو وبينتريث أبقيا في الانتظار لمدة شعروا بأنها ساعات ، شاهدوا خلالها صورة كبيرة الحجم للقذافي في الزي العسكري ، كان الأمر ليس صحيحا بشكل كامل . في النهاية تم دعوة القباج إلي مكتب به قاعة اجتماعات بجوار مكتب السيد مصطفي زارتي ، هناك عرف ثلاثة من المصرفيين من
بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي بالداخل ، كان البنك الفرنسي هو منافس غولدمان الرئيسي من أجل الحصول علي أموال استثمارات المؤسسة الليبية للاستثمار ، شاهد وهو يشعر بالجزع أن هولاء كانوا يحملون أوراق العرض الذي تقدم به بنك جولدمان ساكس ، ابتسم الفرنسي في وجهه ثم واصل سيره.

تماسك القباج وبدأ في مخاطبة السيد زارتي ، كان أمام رئيس المؤسسة نفسه ، البالغ من العمر 38 عاما بملامح سمنة بارزة علي جسده ، شعر أسود رقيق ، ومارلبورو أحمر لا تفارق شفتيه.


نهاية الجزء الأول

وقيل الحمد لله رب العالمين




توقيع : محمد بو عبيد





فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 10, 2016 12:59 am
المشاركة رقم:
لواء مشرف
لواء مشرف

محمد بو عبيد

إحصائيةالعضو

عدد المساهمات : 1192
تاريخ التسجيل : 11/01/2015
الدوله : الامارات العربية المتحدة
العمل : اعلامي
مُساهمةموضوع: رد: فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


بسم الله

الجزء الثاني من القصة : كيف أضاع مصرف جولدمان ساكس أموال ليبيا؟

تماسك القباج وبدأ في مخاطبة السيد زارتي ، كان أمام رئيس المؤسسة نفسه ، البالغ من العمر 38 عاما بملامح سمنة بارزة علي جسده ، شعر أسود رقيق ، ومارلبورو أحمر لا تفارق شفتيه. حملق مصطفي زارتي في القباج بسخط عندما قال له الأخير أن جولدمان ساكس لديه بعض الأفكار التجارية العظيمة الجديدة ، قاطعه قائلا أنه يرغب في الحديث عن الاتفاقات التي تمت بالفعل ، حينها بدأ القباج بالرسم علي لوحة بيضاء ويوضح بعض المفاهيم الأساسية مثل كيف يمكن أن يكون هناك خيارات مثل “in the money” و  “out of the money,” -مصطلحات تستخدم في عالم البورصة للتعبير عن بعض عمليات البيع والشراء للأسهم والأصول- ، بينما أخذ زميله بينتريث يشرح للسيد مصطفي المعني التقني لما يقوله القباج.


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Feat_libya-4

نيك بينتريث ، مندوب بيع الأوراق المالية في جولدمان ساكس

مرة أخري قاطع السيد مصطفي حديث القباج قائلا "يوسف" ، ""أنا أسألك"" ، وقبل أن يستطيع يوسف القباج أن يضيف أي شيء ، أنفجر زارتي صارخا بمزيج من الكلمات العربية والانجليزية ، متهما القباج بأنه خدع هيئة الاستثمار الليبية في صفقات غير مفهومة ، بل وصف جولدمان ساكس بأنه "بنك المتآمرين" قائلا أنه يمكنه أيضا أن يتصرف مثل المافيا ، ثم غادر الغرفة ، تاركا خلفه القباج وبينتريث ومجموعة من العاملين تحته في الهيئة في ضباب المارلبورو.

القباج الذي كان مهتزا بشدة وقتها طلب من مساعدي السيد زارتي أن يجيبه أحدهم عن ماذا حدث للتو ، لم يتلقي ردا من أي شخص ، وبعد عدة دقائق عاد مصطفي زارتي مجددا إلي الغرفة ، أكثر انفجارا مما كان عليه قبل أي وقت مضي ... كاثرين ماكدوغال، المحامي الأسترالي الذي كان متواجدا وقتها في الغرفة أعاد قول نفس كلمات زارتي مضيفا لها علي طول الخط "اللعنة عليك .... اللعنة علي والدتك ، أخرجوا من بلدي" ، حينها جمع القباج ونيك بينتريث أغراضهما.

زارتي تبعهما في الممر ، صارخا إذا لم يقدم القباج تعويضا بشرف (سنلاحق عائلتك في المغرب!) ، وقتها كانت المصاعد في برج الفاتح بطيئة بشكل مؤلم حتى وصلت إلي الطابق الذي هم فيه ، صرخ مصطفي زارتي من جديد "ما الذي لا تزالا تفعلاه هنا؟ اخرجوا من المبني" ، موجها حديثه إلي بينتريث لو لم تركب المصعد بعد قليل ، سوف أرمي بك إلي الخارج عبر النافذة.

كان القباج شاحبا ومصدوما ، قال له ملاحظة تقشعر لها الأبدان "أنت مجرد مغربي هنا في ليبيا" ، "يمكنني أن أجعلك تختفي ولن يسمع أحد أبدا عن عودتك".

أن قصة إغواء مصرف جولدمان ساكس لليبيا -مبنية علي أدلة موجودة أمام القضاء ، شهادات شهود ، ومقابلات تم إجرائها مع الأشخاص الذين تورطوا في صفقات- كانت مقتضبة وقصيرة كما كانت في الوقت نفسه مكلفة ، مرت بالكاد 12 شهرا بين أول جولة من زيارة زارتي إلي البنك حتى تهديده بقتل ألمع نجوم شباب البنك والجرح الذي أصاب ليبيا بفقدان 1.2 مليار دولار. يتمتع بها البنك ولم يكشف علي وجه الدقة أبدا حجم تلك الأموال ، لكن مهما كان المستوي الذي وصل إليه الأمر ، فأن القضية الآن أمام القضاء في لندن ، والليبيين لديهم فرصة لانتزاع لإنتراع حصيلة أموالهم.

لمدة 65 مليون سنة ، علي بعد ميل بالأسفل ، هناك سنجد الدولة التي تسمي الآن ليبيا :

الصحراء ، بقايا رائعة مضغوطة من المليارات من الديناصورات والنباتات والكائنات الحية الأخرى من العصر الطباشيري ، طهيت برفق فأصبحت النفط الخام . لقد كان أسلافنا من بني الإنسان يستخدمون الأدوات في تلك المنطقة منذ 200،000 سنة ، ثم جاءت حضارات قديمة غزت تلك المنطقة ، الفينيقيين والإغريق، والرومان، وغيرهم في سلسلة من الحكم الأجنبي التي وصلت حتى العصر الحديث ، فلم تتخلى إيطاليا عن ليبيا إلا بعد الحرب العالمية الثانية ، وأعلنت الدولة الاستقلال في عام 1951 ، بعد ثماني سنوات ، ضربت الحفارات الغربية أرض اعتبرت أنها تحتوي علي أكبر احتياطيات النفط في كل أفريقيا.


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Feat_libya-10

مصطفي زارتي ، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الاستثمار الليبية ، هذه الرسم تم رسمه بناء علي صور التقطها رينيه فان باكل

في العام 1969 ، بينما كان ملك ليبيا وحليف الولايات المتحدة خارج البلاد ، لفت النظر ضابط شاب وسيم بالجيش عندما قام بتنفيذ انقلاب طموح . في البداية حكم معمر القذافي باعتباره قوميا عربيا كجزء من الحديقة المتنوعة لهذا المسار وقتها ، مثل أولئك الذين يحكمون في الآونة الأخيرة في كل من مصر والعراق وسوريا ، أصبح تدريجيا يتسم بعدم الانتظام ، يكتب شيكات من أجل Black Panthers أو الفهود السوداء -المعرفة : منظمة قومية ثورية للسود كانت تتبني الأفكار الاشتراكية وتنشط في الولايات المتحدة ، و Red Brigades أو الألوية الحمراء -المعرفة : منظمة متطرفة يسارية إرهابية مقرها في إيطاليا ، ظهرت في أوائل السبعينات ، كانت وراء تنفيذ عمليات قتل وخطف وأعمال تخريب- ، معلنا نفسه القائد الأعلى للجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى ، وبحلول الثمانينات كان القذافي يبدو مستمتعا بأن صورته أصبحت كصورة الشرير من فيلم تشاك نوريس ، إذ القي اللوم عليه بخصوص تفجير ملهى ليلي في برلين ، استهداف جنود وموظفين أمريكيين في المنطقة ، إسقاط طائرة بان أمريكان فوق اسكتلندا التي راح ضحيتها 207 شخصا ، سماه رونالد ريغان "الكلب المسعور في الشرق الأوسط" ، تلك الصورة التي ظلت عالقة به حتى عندما مد القذافي حكمه بمكر إلي القرن الحادي والعشرين.

أدت العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة إلي الأصابة بالشلل بشكل مطرد في الاقتصاد الليبي . ثم ، في عام 2003، شاهد القذافي القوات الأمريكية تقوم بغزو العراق ، وتقوم بإخراج صدام حسين من حفرة ، عقب ذلك بعدة أيام عرض التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل الليبية -المعرفة : ربما في هذه الفقرة الكثير من المغالطات ، إذ أن القذافي بدأ في السير في هذا الاتجاه مع نهاية التسعينات- ، بشكل عام كانت الولايات المتحدة حريصة علي مكافأة ذلك السلوك الجيد ، فخففت من العقوبات وتمت استعادة العلاقات الكاملة في عام 2006 ، ربما كان القذافي ذلك الطاغية الوحشي الذي أجبر المواطنين على دراسة كتابه الأخضر، لكنه كان الرجل الذي ظهر فجأة ليمكن للغرب القيام بأعمال تجارية معه. كان عكس حظه كاملا للغاية لدرجة أنه في زيارة واحدة إلي نيويورك أبرم اتفاقا لأرض ملعب ليقيم عليها خيمته البدوية في ستشستر بأملاك دونالد ترامب.

ماكدوغال تطلب العناية الواجبة . وردت المؤسسة الليبية للاستثمار، "بسبب ماذا؟"

ظهور ليبيا ، وثروتها النفطية الهائلة، تزامن مع عصر الطمع الجامح الذي كان يسود في وول ستريت -لم يكن هذا الطمع أكبر في أي مكان مما كان عليه في جولدمان ساكس- ، في نفس العام الذي أسس فيه القذافي الهيئة الليبية للاستثمار ، أعلن عن أكبر ربح في تاريخ وول ستريت ، لقد كان متوسط أجر العاملين في البنك 622 ألف دولار ، ويمكن مضاعفة هذا الرقم عدة مرات بالنسبة للمصرفيين الذين نفذوا صفقات ضخمة ، الدولة البترولية الغنية العجيبة كانت يائسة فيما يتعلق بالشراء في الأسواق الصاعدة ، دولة كتلك كانت عميل الاحلام ، أن هذا النوع من الفيلة "في لهجة العاملين بجولدمان ساكس- ، هو النوع الذي يمكنه أن يقدم للبنك حياة وتقدم.

أنضم القباج إلي مكتب لندن التابع لجولدمان ساكس في عام 2006 ، كان شابا ينحدر من أسرة ثرية في مدينة الرباط ، درس في مدرسة (لويس لو جران) تلك الثانوية في باريس التي يدرس فيها أبناء النخبة ، ثم حصل علي شهادة في الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة ، حصل بنك جولدمان علي خدماته بعد أن عمل لفترة في بنك مغربي ، في البداية كانت وظيفة القباج تتناسب مع شهادته ، كانت وظيفة تتعلق أكثر بالرياضيات والحسابات ، كخبير رياضيات كان يقوم بوضع استراتيجيات التداول الحسابية وراء الأبواب المغلقة ، لكنه أصر علي أن يعمل في المبيعات ، كان مقتنعا أنه سيتسلق السلم بشكل أسرع بهذه الطريقة عبر قربه من العملاء ، وقتها كانت الوظيفة المتاحة الوحيدة في هذا السلك موجودة في أفريقيا ، في ذلك الوقت كانت أفريقيا بالنسبة للبنك مياه راكدة لا ينتج عنها دخلا.

كان القباج واحدا من الأوائل الذين أدركوا أنه من الممكن كسب مال وفير في أفريقيا ، وأن علي جولدمان ساكس الاستفادة من ليبيا ، قائلا لأحد زملائه في فبراير 2007 أن صندوق ثروتها يجب أن يكون
"واحدا من الاحتمالات الرئيسية لدينا." ، كان مقررا أن يكون القباج في لندن بعد فترة قصيرة ومن المفترض أن يتم الاستماع إلي ما كان هو وزملائه يقولون.

نهاية الجزء الثاني 

وقيل الحمد لله رب العالمين





توقيع : محمد بو عبيد





فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 18, 2016 11:21 pm
المشاركة رقم:
لواء مشرف
لواء مشرف

محمد بو عبيد

إحصائيةالعضو

عدد المساهمات : 1192
تاريخ التسجيل : 11/01/2015
الدوله : الامارات العربية المتحدة
العمل : اعلامي
مُساهمةموضوع: رد: فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا


بسم الله

الجزء الثالث من القصة : كيف أضاع مصرف جولدمان ساكس أموال ليبيا؟

في ذلك الوقت كان من المقرر أن السيد مصطفي زارتي سيكون في زيارة إلي لندن قريبا ، وأنه على استعداد ليستمع لما سيقوله.
كانت خلفية مصطفي زارتي تؤكد حالة الغرابة التي كانت تتسم بها أساسا ممارسة الأعمال التجارية في ليبيا ، حيث كان هناك عدد قليل من الشركات الخاصة ، كانت بطاقات الائتمان غير موجودة في ليبيا حتى عام 2005 ، قبل أن ينضم إلي المؤسسة الليبية للاستثمار ، عمل زارتي في صندوق كان تديره منظمة أوبك وبدأ أنشطة متواضعة لصيد أسماك التونة ، لكنه أيضا كان صديقا مقربا من سيف القذافي ، نجل معمر القذافي وهو أفضل ما يمكن أن تفعله للحصول على وظيفة حكومية كبرى في ذلك الوقت . كان السيد زارتي يفضل البدل الإيطالية ذات الألوان الصاخبة ، ويقترن ذلك مع ساعات مكتنزة من "أوديمارس بيجو" ، وكان كثيرا ما يكون مصحوبا في الاجتماعات بمساعده أنيقة هي "صوفيا وليسلي" ، وهي حفيدة دوق ويلينجتون آرثر ويلزلي ، وقد ساعدته كثيرًا على الظهور بصورة مرموقة ومهذبة للغاية (رفض زارتي طلبات مقابلة أرسلت عن طريق المتحدث باسم البنك).

لدى وصول زرتي وويلزلي إلى مقر جولدمان في لندن في 6 يوليو/تموز 2007، حظي كلاهما بمعاملة خاصة بالشخصيات الشديدة الأهمية؛ إذ تنقل معهما قباج داخل المقر الذي بدا مبهرًا بالنسبة لزرتي. وخصوصا التصميم ذو الفضاء الكبير علي شكل كهف الذي تلاحن مع الضوضاء التي تصدر عن عمليات التداول في وقت متأخر من اليوم ، كان زرتي يكرر السؤال حول ما إذا كان يمكنه التدخين، بينما لم يكن ذلك ممكنًا، وبعد الجولة في مقر البنك وصل إلى مكتب ذي حوائط زجاجية ليلتقي بإدريس بن إبراهيم الرجل المسئول بجولدمان ساكس، طويل القامة ذو الكاريزما الواضحة ، كان إدريس من أصول مغربية أيضا ويحمل الجنسية الاسترالية ، وقد كان معروفًا في العالم العربي، خاصةً بعد تقارير أشارت إلى حصوله على مكافآت بقيمة 54 مليون دولار في 2004. (بنك جولدمان ساكس نفي تلك القصة في وقتها) . أعطى بن إبراهيم نبذةً لزرتي عن حجم جولدمان ساكس، إذ يعمل به 26000 موظف، ويبلغ عائداته 69 مليار دولار، وأرباحه 9.5 مليار دولار، وهنا علق زرتي مازحًا: «إذا كان لديكم علم فبإمكانكم تكوين دولة خاصة بكم»، ثم وجه الدعوة لجولدمان ساكس للقدوم إلى ليبيا للتفاوض حول ما إذا كان من الممكن أن تستثمر هيئة الاستثمار الليبية جزءًا ما في جولدمان، بين 100 إلى 200 مليون دولار.

بعد فترة وجيزة انتقلت مجموعة من جولدمان ساكس إلى ...



طرابلس ، ضمت بن إبراهيم، وقباج، وآخرين هما: لوران لالو، وإدوارد إيسلر، وجميعهم من البارزين في جولدمان ساكس. على أرض الواقع قام المسئولين الليبيين بمصادرة زجاجة من النبيذ كانت معدة كهدية ، كانت المشروبات الكحولية محظورة في ليبيا بعهد القذافي ، كما لم يكن هناك التزام حقيقي بالسرعة القانونية ، السائقين المحليين كانوا يقودون بسرعة أكثر من 90 ميلا في الساعة علي الطرق المتداعية والممزقة . نزلت المجموعة في فندق كورينثيا الباهظ الثمن ، وبسبب احتكاره استضافة رجال الأعمال ، كانت الغرفة الأساسية تكلف 500 دولار ، وقتها علق إدريس إبن إبراهيم وهو نصف مازحا "علينا في جولدمان أن نشتري ذلك الفندق".

فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Feat_libya-6

إدريس بن إبراهيم ، جولدمان ساكس

الانطباعات الأولى للمجموعة عن هيئة الاستثمار الليبية لم تكن مبشرة، إذ إن برج الفاتح لم يبد لهم كمركز لمليارات الدولارات، حيث إن البناء الذي بني منذ 25 عامًا لم يكن به حتى عدد كافٍ من المصاعد، مما كان يعني لهم الانتظار في لوبي حقير مكون من مجموعة من محلات الهواتف الخلوية ، ذو سطح سقف علي شكل حلقة كان من المفترض أن تكون دائرية لكن لم يتم إتمامها بذلك الشكل ، كانت أرضية ذلك الطابق من مبني المؤسسة الليبية للاستثمار مبنية بشكل خام ولا يوجد بها أي أثاث تقريبا ،  إلا أن تلك الشكوك اختفت عندما شرح محمد لياس -الخبير المصرفي الليبي- للمجموعة عن الطموحات الاستثمارية للهيئة، وأنها على تواصل مباشر مع القذافي. الذي يتواصل مع الهيئة عبر الخطابات ، وأن مكوك القذافي يريد عودة سريعة وكبيرة  لدعم الإنفاق الحكومي.

"أن فرص الاستثمار مع هذه المؤسسة هي بالضبط أكبر فرصة رأيتها في أي وقت مضي" ، بعد ذلك كتب تلك الكلمات يوسف علي رضا الشريك في بنك جولدمان ، مضيفا "نحن جميعا نعمل عليها" ، أراد البنك أن يضرب بسرعة ، إذ بدأت بنوك أخري ملاحظة الوعاء الضخم من المال في ليبيا ، ففي يوم وصول ممثلي بنك جولدمان ، لاحظت صوفيا وليسلي في رسالة عبر البريد الإلكتروني أن "هناك طائرات خاصة في مطار طرابلس الدولي."

بعد تلك الأحداث كن إبراهيم كان في عطلة جنوب فرنسا في يوليو/ تموز حينما طلب زرتي التواصل معه، ومقابلته على متن يخت متواجد في فرنسا في ذلك الوقت، تحديدا في مدينة
كان بمنطقة سان تروبيه. ، وحينما صعد بن إبراهيم لليخت، أدرك أنه ملك لسيف القذافي ، نجل العقيد القذافي الذي كان ينظر إليه بأعتباره وليا للعهد ، الذي كان يحظي بسمعة دولية أنه المصلح العام للأمور في ليبيا ، وبعد أن تحدث الرجال الثلاثة ، أدرك بن إبراهيم أن ليبيا بها الكثير من الأموال، أكثر مما يظن جولدمان ، إذ كانت البلد قد اكتشفت المزيد من حقول النفط والغاز العملاقة.


وقيل الحمد لله رب العالمين




توقيع : محمد بو عبيد








الــرد الســـريـع
..






فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة





Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2015, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1
فوضي عارمة : كيف أضاع جولدمان ساكس 1.2 مليار دولار من أموال ليبيا Cron
الساعة الأن :