تحليل-خبراء جنائيون يحاولون حسم الجدال حول سقوط الطائرة الروسية بمصر

من تيم هيفر

رجل مصري يضع زهرة قرب حطام الطائرة الروسية في سيناء يوم أول نوفمبر تشرين الثاني 2015. تصوير. محمد عبد الغني - رويترز

دبي (رويترز) - مع حدوث انقسام في الرأي بشأن سبب تحطم طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء يعتمد حسم الجدال على خبراء المعمل الجنائي الذين يتفحصون الحطام وما يحمله بين ثناياه بعد مرور ما يقرب من أسبوع على مقتل 224 شخصا في أسوأ كارثة جوية بمصر.

قالت بريطانيا يوم الخميس إنها تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية ربما أسقط الطائرة. لكن مصر قالت إنه ما من دليل يثبت وجود قنبلة على متنها وأكدت روسيا أنه من السابق لأوانه استخلاص نتائج.

وهذا يلقي بعبء إثبات هذه النظرية أو دحضها على كاهل فريق المحققين الذي يقوده المصريون بينما الدليل متناثر.

فالمفاتيح التي قد تفتح أبواب معرفة إن كانت الطائرة أسقطت عمدا متناثرة عبر عشرة أميال من رمال الصحراء أو ربما اختفت في الثواني الأخيرة من تسجيلات قمرة القيادة.

ونظرا لأن أحد الصندوقين الأسودين على الأقل لحقت به أضرار ونظرا لأن أي انفجار قد يعطل أجهزة الاستشعار في القمرة.. سينصب التركيز الأساسي على فحص الحطام وتتبع أي شاهد يمكن استخلاصه من جثث الضحايا وأغلبهم من الروس.

ولخوض غمار هذه المهمة الصعبة يرجح أن يستخلص فريق دولي يضم روسيا وفرنسا وأيرلندا دروسا من واحد من أدمى 12 شهرا في تاريخ الطيران على مدى أكثر من ربع قرن من الزمان.

ففي ديسمبر كانون الأول 1988 لقي 270 شخصا حتفهم عندما حطمت قنبلة الرحلة رقم 103 لشركة بان أمريكان فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا.

وفي سبتمبر أيلول من العام التالي انفجرت طائرة تابعة لشركة يو.تي.إيه الفرنسية فوق الصحراء الكبرى وهي في طريقها من العاصمة التشادية نجامينا إلى باريس مما أسفر عن مقتل 170 شخصا هم كل من كانوا عليها.

وفي كلتا الحالتين خلص المحققون إلى أن عبوة ما ربما أمكن تهريبها إلى الطائرة لكنهم لم يجدوا شيئا على تسجيلات الصندوق الأسود الذي قطعت قوة الانفجارين إمدادات الطاقة عنه.

واعتمد المحققون على بقايا الحطام والأمتعة والملابس وعلى التحليل الكيميائي للعثور على أي خيط يشير إلى وقوع انفجار وذلك وفقا لما جاء في التقرير ولما رواه أناس شاركوا في التحقيقين.

وقال محقق سابق "الخيط الأول يجيء من كيفية انتشار الحطام ثم ننظر إلى الأسباب المحتملة ومنها احتمال وجود عبوة ما على الطائرة."

وأضاف "نتعقب الخيوط التي قد تقود إلى وقوع انفجار بالغ الشدة مثل وجود حروق أو اختراق مواد للأجساد أو لجسم الطائرة."

* دليل مبعثر

أورد تقرير بريطاني عن كارثة لوكربي أن القنبلة أحدثت موجتي صدمة وتناثرت شظايا وغازات بأسرع من الصوت في أنحاء الطائرة البوينج 747 مما زاد من تفكك الطائرة.

وقال شخص ممن شاركوا في التحقيق إن من بين الدلائل المبكرة في ذلك التحقيق "الحفر والتجاويف" في جسم الطائرة والتي أسرعت من فتح التحقيق الجنائي.

وسينظر الآن المحققون في مصر وروسيا التي نقلت إليها معظم الجثث في الملابس الممزقة والأمتعة التي فقدت معالمها وعلامات الحروق حتى يتبين إن كان حريق قد نشب بالطائرة الإيرباص إيه321 قبل أن تسقط.

ومع هذا بدأت روسيا في دفن بعض الضحايا. ويقول خبراء المعمل الجنائي إن إخضاع الجثث لفحص تفصيلي ضروري جدا في تعقب الدليل.

وفي أحوال التضاريس الصعبة كتلك التي في شبه جزيرة سيناء حيث سقطت الطائرة الإيرباص ربما يتعذر العثور على الدليل الذي ربما كان ضعيفا وربما انتهى مآله متبعثرا بعيدا جدا عن موقع السقوط.

وفيما يتعلق بكارثة الطائرة الفرنسية أشار تقرير فرنسي رسمي إلى أن فريقا يضم 60 جنديا كان عليه البحث بين قطع متناهية الصغر متناثرة على مسافة 50 ميلا وهي مساحة تزيد عشر مرات عن المساحة التي تناثرت عليها قطع الحطام الرئيسية.

وكان على الفريق أيضا أن يتحمل رياح الصحراء وأن يتحرك بسرعة لضمان العثور على الأدلة الحيوية. وتحقق المراد حين عثر الجنود الذين كان يمشطون منطقة صحراوية مساحتها 60 كيلومترا مربعا على أجزاء تحمل آثار انفجار.

وكما حدث في تحقيق أجرته هولندا في الآونة الأخيرة في سقوط طائرة ماليزية فوق أوكرانيا قد يعيد المحققون بناء الحطام على إطار تم بناؤه خصيصا.

وقد يساعد هذا في تحديد مصدر الانفجار من خلال فحص تأثير موجات الصدمة والحطام على جسم الطائرة. ويمكن أيضا فحص المحركات بحثا عن أي شظايا إذا كان هناك اشتباه في حدوث انفجار قرب مقدمة الطائرة.

وفي الوقت نفسه لا تزال هناك شكوك بشأن الدليل الذي قد يكشف عنه الصندوقان الأسودان. وقال مسؤولون مصريون إن صندوق تسجيل الأصوات لحقت به أضرار وتشير كوارث سابقة إلى أن صندوق تسجيل بيانات الرحلة المنفصل من المحتمل أن يكون التيار الكهربائي انقطع عنه ولذا لن تكون له فائدة تذكر.

وفي واقعة سقوط طائرة يو.تي.إيه وكذلك طائرة تي.دبليو.إيه التي انفجر خزان الوقود فيها فوق المحيط الأطلسي عام 1996 تلفت شرائط تسجيل قمرة القيادة عقب الانفجار ومع ذلك فإنها قدمت مؤشرات حيوية على الدليل بفضل استخدام ما يسمى "تحليل الطيف".

ويستخدم العلماء هذه الأساليب لفحص أي أثر لأصوات تلتقط في الثواني الأخيرة من الرحلة المعتادة.

وساعد ذلك المحققين في كارثة يو.تي.إيه على رصد صوت .. لا للانفجار نفسه ولكن صوت انتقال موجات الصدمة عبر هيكل الطائرة.

وقد يتمكن المحققون من مقارنة أي جزء صالح للاستعمال من الأصوات بالترددات التي تنتج عن تلك الانفجارات السابقة لتقييم ما إذا كانوا يدرسون دليلا على وجود قنبلة.

(إعداد أمل أبو السعود ومحمد عبد العال للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

مالذي يعنيه الأمر لو أن داعش فجرت الطائرة الروسية بالفعل ؟.

ملحوظة للكاتب : أنه لا يزال من غير الواضح ماذا حدث للطائرة الروسية التي تحطمت فوق سيناء يوم السبت الماضي . ولو أتضح أن داعش أو أحدي الجماعات التابعة لها قد تورطوا في تلك الحادثة ، فأن هذا الأمر سيشكل تحولا رئيسيا من قبل داعش ، ويجب أن يجبرنا علي اعادة التفكير في حجم الخطر الذي تشكله تلك الجماعة.

الكاتب هو : دانيال بايمان



ويشغل منصب مدير البحوث في مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز بالولايات المتحدة الأمريكية ، تتركز أبحاثه على مكافحة الإرهاب والأمن في الشرق الأوسط . وهو أيضا أستاذ في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون . شغل منصب موظف في لجنة 11/9  لحساب الحكومة الامريكية والتي تولت دراسة هجمات الحادي عشر من سبتمبر . كتابه الأخير هو "تنظيم القاعدة ، والدولة الإسلامية ، والحركة الجهادية العالمية : كل ما يحتاج الشخص إلى معرفته" (مطبعة جامعة أكسفورد، 2015).

وإلي نص المقال :

أوردت شبكة السي أن أن ووسائل إعلامية أخري أن المخابرات الأمريكية وبعض المخابرات الأوروبية تشتبه في أن تنظيم داعش أو أحد الفروع التابعة له قد أستخدم قنبلة في في إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء يوم السبت الماضي ، مما تسبب في مقتل 224 شخصا كانوا علي متنها . هذه التقارير تعد تقارير مبكرة وقد يكون من الحكمة عدم اصدار حكم حتي تتوفر المزيد من المعلومات ، لكن هذه المعلومات لو تم تأكيدها بالفعل فستكون عملية كبيرة للغاية وسيشكل هذا الهجوم تحولا كبيرا تقوم به داعش وسيجعلنا نعيد التفكير في حجم الخطر الذي تشكله تلك الجماعة للعالم بالكامل.

رسم الكاريكاتير الساخر الذي يصور داعش بأن أعضائها كلهم مجموعة من الذين يضعون عصابات علي وجوههم ، العازمين علي قهر العالم ، علي الذبح والاغتصاب والاستعباد للناس أينما ذهبو . هو للأسف كاريكاتير يحمل تشابها قويا مع الواقع ، ولكن هناك أستثناء هام : فبينما تقوم داعش بأفعال وحشية بشكل مذهل ، فان عملياتها لا تزال إلي حد كبير محدوده النطاق . كما أن المجموعة تبدو جديدة لان الأمريكيين بدأو حقا في اعتبارها تهديدا حقيقيا وخطيرا في العام 2014 فقط ، كان ذلك عقب ذبح الصحفي جيمس فولي وقطع رأسه تماما والتوغل المفاجئ والهائل للتنظيم داخل العراق ، لكن الحقيقة أن هذا التنظيم بدأ منذ عقد من الزمان وجسده وقتها أبو مصعب الزرقاوي وتنظيم القاعدة في العراق ، التنظيم الذي ظهر عقب الغزو الأمريكي في عام 2003 ، ومنذ ذلك الحين تغير أسم التنظيم مرارا وتكرارا وهو مستقر الآن تحت قيادة أبوبكر البغدادي ، ولدينا عن هذا التنظيم سجلات حافلة للحكم عليه.

جزء من حطام الطائرة الروسية المنكوبة

الزرقاوي وأتباعه قاموا بتنفيذ عمليات اغتصاب ، قطع الرؤوس ، وقتل الشيعة والسنة الذين يشتبه فيهم أنهم يقومون بدعم الحكومة العراقية المدعومه من جانب الولايات المتحدة ، كما أعلنوا أيضا قيام حكومة إسلامية في العراق ، وبخلاف ذلك تصرف التنظيم بطرق مؤلمة أصبحت مألوفة الآن لمن يشاهد صعود التنظيم خلال العامين الأخيرين ، لكن نطاق عمليات التنظيم لأكثر من عقد من الزمان قد تركز في المقاوم الأول علي أعدائه المحليين : الحكومة الشيعية في العراق ، الحكومة العلوية في سوريا ، وبدرجة أقل نفذ عملياته في دول الجيران التي عارضت وجوده مثل الأردن والمملكة العربية السعودية وتركيا ولبنان . وبشكل أساسي استخدم التنظيم في هذا القتال مزيجا يجمع بين الحرب التقليدية وحرب العصابات بالإضافة لهجمات أرهابية تهدف إلى إضعاف معنويات قوات الأمن المعادية له وزرع الاضطرابات بين الشعب ، وتعزيز التوتر الطائفي . وإلي حد ما يثير الدهشة وعلي عكس المتوقع عقب سنوات الدمار التي صاحبت تواجد القوات الأمريكية في العراق فأن تلك المنظمة الراديكالية ركزت نعم علي قتل الجنود الأمريكيين في العراق لكنها لم تجعل من أولوياتها القيام بعمليات أرهاب دولي كوسيلة لتوسيع ساحة المعركة . وفي الوقت نفسه قام داعش بذبح الأمريكيين الذين ألقي القبض عليهم في سوريا ، كما أخرج شئ جديد فيما يتعلق بشن هجمات علي الغرب ، لكنه حمل أسم ( هجمات الذئاب المنفرده ) ، ومعظم من نفذ هذه الهجمات لديهم القليل فقط من الصلات العملية بالتنظيم.

لا يزال تنظيم البغدادي يملك فروعا في أماكن مختلفة مثل أفغانستان وليبيا، ونيجيريا، وفرع جدير بالإشارة إليه في سيناء ، والذي كان يعرف مسبقا بأسم ( تنظيم أنصار بيت المقدس ) والذي تعهد بتقديم الولاء والطاعة لداعش وقبل التنظيم بيعته ، لكن هذه الفروع التي أعترف داعش بأنتمائها له اتبعت حتي الآن إلي حد كبير أجنداتهم الخاصة ، أجندات خاصة تحتضن في طياتها من وحشية داعش - مثلما كان عليه الحال في قطع رؤوس المسيحيين المصريين في ليبيا ، ومهاجمة الفرع اليمني للتنظيم لمساجد الشيعة - ، وبدا أن تلك الفروع مهتمة بمشاكلها المحلية أولا مع افتخارها بكونها جزء من تنظيم داعش الإرهابي فيما يطلقون عليه أسم ( الخلافة ) متكلفين الخطابات مع قليل من المعاني العملية.

ولذا فإن كان تنظيم داعش أو ولاية سيناء هم من قاموا بتفجير الطائرة ، فأن هذا يعني أن المنظمة الأرهابية تتحول بعدة طرق هامة . أولا : أسنخدام الإرهاب لمهاجمة الطيران المدني من شأنه أن يكون تحولا استراتيجيا كبيرا . علي الرغم من حدوث حوادث مماثلة سواء كان من نفذها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حيث قامت بحوادث خطف طائرات في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي ، أو تفجير نظام القذافي لطائرة بان آم 103 فوق لوكربي عام 1988 ، أو هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، فالجماعات الإرهابية تستهدف الطائرات منذ زمنا طويلا ، وفي عامي 2009 و 2010 حاول تنظيم القاعدة في اليمن محاولات فاشلة لأستهداف طائرات نقل وركاب أمريكية ، والآن يمكن أن يتبني داعش تلك الممارسات البشعة . والطيران المدني في المقابل لحسن الحظ هو هدفا يتمتع بحراسة جيدة مع العلم أنه ومع فرقة أخري من البلطجية الإرهابيين المتعطشين للدماء فأنه ليس من المرجح أن ترتفع حالة البؤس التي نمر بها عن مستوياتها الحالية ، علي الرغم من أنه لضمان ذلك فأنه علي الجميع إلغاء أي رحلات في الربيع في مناطق كشرق ليبيا مثلا.

الأهم من ذلك ، أن هجوم جديد علي طائرة مدنية يعني أن أرض المعركة آخذه في التوسع . أن هذا الأمر يعني أنه وبدلا عن ضرب أفراد القاعدة الروسية في سوريا فأن تنظيم داعش سيضرب الروس أينما كانوا ، وفي هذه الحالة سيغادرون المنتجع السياحي المصري ، وسيصبح من المهم بالنسبة لفروع داعش أن تقوم بتوسيع إلي حد كبير نطاق عمليات التنظيم لاقصي ما يمكن تصوره من هجمات يمكن أن يشنوها.

قد يبدو الهجوم على الطائرة الروسية بصورة بديهية نظرا لتدخل بوتين في الآونة الأخيرة في سوريا ، ولكن هذا أيضا سيكون تحولا . في الماضي ركزت المنظمة على الأعداء المحليين وعلى المسلمين الذين يعتبرونهم من المنحرفين ، وليس الغرب أو الدول الأجنبية الأخرى . وبشكل عام فأن روسيا مكروها من قبل الجهاديين والآن أصبح شعور الكراهية لدي كثير من المسلمين السنة العاديين ، ولذا هناك فرصة لداعش لكي تكون استثناءا . أن العالم الإسلامي قد شعر بالغضب من أن موسكو تقوم بذبح المسلمين السنة من خلال القوة التي توفرها جوا بشكل أساسي لبشار الأسد ( علي الرغم أن من سخريات القدر أن الروس ركزوا نيران قواتهم الجوية علي المعارضة المعتدلة وليس علي داعش ) ، كما أنهم تصرفوا بوحشية لفترة طويلة في الشيشان ، بالإضافة إلي التدخل في الماضي في أفغانستان ، مجموعة من العوامل جعلت من الروس عدوا عريقا . لذا فأن ضرب الروس قد يحسن من مصداقية داعش الملاك الثائر الذي يثأر للمذهب السني -تعليق للمعرفة : نعتقد أن الثأر من أي ظالم يكون عبر ضرب القوة التي أستخدمها وليس مهاجمة طائرة مدنية بها مجموعة من المدنيين الآمنين وحرمانهم من حق الحياة دون أي مبرر-.
 
لكن الولايات المتحدة هي علي رأس قائمة البغض ، أمريكا أيضا جاءت ودمرت صفوف تنظيم القاعدة في العراق في العقد الأخير من الزمن ، والآن تقصف مواقع داعش في سوريا ، وحتي إذا كان سيتم أستهداف روسيا دوليا فمن المنطقي أن نفترض أن الأمريكيين سيكونون قريبا أهدافا في المرمي . والواقع يشير إلي أن الولايات المتحدة تهاجم داعش بعدوانية أكثر من الروس في كل من العراق وسوريا وأكثر عرضة للإرهاب الدولي للمنظمة.

داعش أجتذب أكثر من 100 أمريكي وعدة آلاف من الأوروبيين للقتال في صفوفه ، وعليها أن تختار مهاجمة الغرب لكي تستعد جيدا للقيام بذلك . لقد جادلت كثيرا من قبل عن حقيقة ان هذا التهديد تهديد حقيقي ولكنه أمر مبالغ فيه . وكان جزء من المنطق الذي أري به الأمور أن الأجهزة الأمنية الغربية في حالة تأهب وأن العديد من هولاء المتطوعين لا يريدون تنفيذ عمليات إرهابية في الداخل ، لكن كان هناك أيضا عاملا مهما في تفكيري وهو أن التركيز المحلي والأقليمي منصب علي داعش نفسها ، ولقد كان هذا صحيحا لسنوات حتي الآن ، لكن الجماعات الإرهابية تتسم بالحيوية ، وإذا كان في سلم أولويات داعش في الوقت الحالي الأعداء الاجانب فأن ذلك يعتبر تحولا هاما.

أن التقارير عن تسبب قنبلة في الحادثة لا تزال غير مؤكدة ، وحتي لو كانت صحيحة فأنه من المبكر الآن أن نقول أن التنظيم أصبح ذو أتجاة عالمي في أختيار أهدافه ، فالهجوم علي طائرة واحدة لا يجعل ذلك نمطا أو طريقة عمل . لكننا قد ننظر إلي الوراء لنري حادثة الطائرة الروسية  Metrojet Flight 9268 باعتبارها لحظة تهديد حولت داعش فيها نفسها من تهديد ذو نطاق عالمي إلي اخر ذو بعد عالمي.

أن الحوادث الجوية ليست حوادث سير علي قارعة الطريق ، ولذا ينبغي علينا أدراك أهمية انتظار النتائج الرسمية للتحقيقات ، وإلي ذلك الحين نقدم لكم العديد من الأمثلة عن كوارث الطيران ، كيف حدثت وكيف تم أكتشاف الحقيقة ؟؟

طائرة أخري تقلع من شرم الشيخ في الثالث من يناير 2004 ، الطائرة تابعة لشركة فلاش اير الفرنسية ، الطائرة من طراز ( بوينج-737) كانت في طريقها إلي العاصمة الفرنسية باريس ، الطائرة سقطت في المياة وقتل جميع ركابها.



الخلاصة النهائية بعد أكثر من خمسة سنوات من التحقيقات أفادت أن خلل في الطيار الآلي نتج عنه مشاكل في ارتفاع الطائرة وزوايا التحليق الخاصة بها ، وأنه علي الرغم من محاولات الطاقم للتحكم يدويا بها فلم يكتب لها النجاح حيث كانت الطائرة قد وصلت إلي مرحلة لا يمكن معها تدارك سقوطها.

المثير في الأمر أنه في اللحظات التالية لتلك الكارثة كانت مخاوف الصحافة وتحليلاتها تتجه كثيرا نحو فرضية العمل الإرهابي ، ومع أنه لم يكن هناك داعش وقتها فأن أحدي الجماعات الإرهابية في اليمن أعلنت عن قيامها بإسقاط الطائرة كرد علي قانون منع النقاب في فرنسا ، لكن الحقيقة التي يمكن أن نقولها وبكل ثقة أن الطائرة لم تسقط نتيجة أي عمل أرهابي ، وأختلف الخبراء الذين شاركوا في التحقيقات من مصر والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا فيمن يتحمل مسئولية سقوطها ، الطيار المصري الخبير الذي قيل أنه أصيب بالارتباك المكاني وان خبرته الطويلة علي مقاتلة الميج-21 في سلاح الجو المصري لم تشفع له أثناء قيادته طائرة البوينغ المختلفة عنها تماما ، أم أجهزة الطائرة التي قيل أنها هي التي سببت الكارثة.

كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية في مقال نشرته اليوم الأربعاء، عن الأسباب التي دفعت تركيا إلى إسقاط الطائرة الحربية الروسية، مشيرة إلى أن تركيا قضت سنوات في السماح للجماعات الإرهابية بالازدهار، مؤكدة أن تركيا ليس لديها مصلحة في التسوية السلمية للصراع في سوريا التي تتفاوض بشأنها القوى العالمية في الوقت الراهن. وأضافت الصحيفة أنه كلما بات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يائساً ازدادت محاولاته لاستعادة التركيز مرة أخرى على بشار الأسد. 

سياسات مضللةتقول الصحيفة "تقترب تركيا من حالة يائسة، ففي ظل حكم الرئيس أردوغان وحزبه العدالة والتنمية كانت سياساتها تجاه الصراع في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية مضللة وباهظة التكلفة. وعندما اندلع الصراع في سوريا عام 2011 استخفت تركيا، عن طريق الخطأ، بقوة نظام بشار الأسد، وقام أردوغان بدعم الجماعات الإسلامية المتشددة في محاولة لإسقاط الأسد. وخلال هذا النهج، تجاهلت تركيا الأكراد والقوى الإقليمية الأخرى مثل إيران". 

وعلى الرغم من مرور أربع سنوات من الصراع، فإن بشار الأسد، برأي الصحيفة، لايزال يتشبث بالسلطة وسيكون نظامه جزءً أساسياً من الخطة الانتقالية التي كانت تتفاوض بشأنها القوى الأجنبية الأسبوع الماضي. 

منافس تركياووصفت الصحيفة إيران بأنها "منافس تركيا الإقليمي" وهي لاعب رئيسي لم يعد ممكناً أن تتجاهله دول الغرب، فضلاً عن أن الأمر لم يعد قاصراً على أن التحالف الموالي لبشار الأسد تدعمه روسيا بقوة، ولكن المجتمع الدولي في الوقت الراهن لا يركز على هزيمة نظام الأسد، وبدلاً من ذلك يسعى بقوة لدحر الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش الإرهابي. 

وتلفت الصحيفة إلى أن مثل هذا التحول في تركيز المجتمع الدولي يشكل عائقاً شديداً بالنسبة إلى أردوغان الذي استغرق سنوات في دعم الجماعات الإسلامية الأصولية مثل "جبهة النصرة" (الفرع التابع لتنظيم القاعدة في سوريا) و"أحرار الشام". كما لعبت تركيا دوراً محورياً في السماح لتنظيم داعش والجماعات المتشددة الأخرى بالإزدهار في سوريا والمنطقة. ورحبت تركيا باستخدام حدودها كمعبر لعبور المجاهدين إلى سوريا إضافة إلى تهريب الأسلحة والأموال. 

الأكرادوتوضح إندبندنت أن الأكراد في سوريا استطاعوا إثبات أنهم حليف للغرب يمكن الوثوق فيه، ونجحوا في الوقت نفسه في إقامة منطقة للحكم الذاتي الكردي، الأمر التي بث الروح في النزعة القومية الكردية في تركيا والمنطقة. وقد دفع هذا الأمر تركيا إلى شن حملة عسكرية وحشية لقمع الأكراد. 

وتؤكد الصحيفة على أن تركيا ليس لديها مصلحة في التسوية السلمية للصراع في سوريا التي تتفاوض بشأنها القوى العالمية. وكلما باتت تركيا يائسة سوف تزداد محاولاتها في إعادة التركيز على نظام بشار الأسد مرة أخرى، في محاولة لتغيير خسائرها الجيوسياسية في سوريا. 

عوامل سياسيةومن ثم فإن قرار إسقاط الطائرة الحربية الروسية، بحسب الصحيفة، على الأرجح أن يكون وراءه عوامل سياسية أخرى؛ لاسيما أن الطائرة – بقدر المعلومات المتوافرة حتى الأن – لم تشكل أي تهديد فوري على الأمن القومي التركي. 

وتنوه إندبندنت أن الازدهار التي يشهده أردوغان على المستوى المحلي ارتكز على مناخ يسوده الخوف وعدم اليقين، وقد استخدم أردوغان هذا الأمر ببراعة للفوز في الانتخابات المبكرة التي جرت مؤخراً لاستعادة حزبه الأغلبية البرلمانية في أعقاب شهور قضتها تركيا في الانفجارات والعنف وانقسام الخطاب. 

ذريعةوتضيف الصحيفة: "إسقاط أنقرة للطائرة الروسية ربما يمنحها ذريعة مفيدة لتكثيف حملتها العسكرية ضد الأكراد، وخاصة في محافظة ماردين التي يسيطر عليها الأكراد التي شهدت اعتداءات على النواب خلال الأخيرة". 

وبحسب الصحيفة، فإن مثل هذه التكتيكات التي تنتهجها تركيا سيكون لها تكلفة على المدى الطويل وسوف تقوض فرص السلام في سوريا وكذلك جهود الغرب للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي. 

وتقول إندبندنت "قام الغرب باسترضاء أردوغان ودعمه في تركيا خلال الفترة التي سبقت الانتخابات المبكرة، من أجل التوصل إلى اتفاق مع أنقرة لحل أزمة اللاجئين، ويمكن القول الأن أن مثل هذا الأمر كان مؤسفاً، لاسيما أن أردوغان لا يقود فقط صفقة صعبة ولكنه على الأرجح يتجاوز إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير". 

وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن أردوغان لم يهتم كثيراً بالاتحاد الأوروبي وسعى إلى المشاركة مع الغرب نتيجة الضغوط الداخلية، ولكن تركيا ليست حليفاً يمكن تجاهله، ولا يجب أبداً التعامل معها من هذا المنطلق، ومن ثم يتعين على الغرب البدء في ممارسة الضغط بجدية لوقف سياسات أردوغان المدمرة، لاسيما أنه لن يتوافر لديه الحافز لمثل هذا التصرف من تلقاء نفسه.

ياشباب موضوع عمالة النظام التركي اصبحت مكشوفة للكبار وخصوصا روسيا وتم تاكيد انهم وراء قنبلة طائرة سيناء
سيتم تاديب اردغوان قريبا وتاجيج شعبه عليه باكثر من وسيلة وبكرة تشووفوا
شغل المخابرات الروسية

تركيا ستكون ايامها سوداء وهتشوفوا كلامي صح بأذن الله 

بلد الدعارة والمؤمرات والمتاجرة بالدين , فالله يمهل ولا يهمل

مفيش احسن من القلب الابيض





هكذا يكسر السياح الروس حظر السفر إلى سيناء




كشفت مصادر إسرائيلية عن تكبد وزارة السياحة في تل أبيب خسائر فادحة في إطار تشجيع السياح الروس لزيارة مدينة إيلات الواقعة على البحر الأحمر.
 

و أعلنت الوزارة عن مكافآت لشركات الطيران الاقتصادية التي تأتي بالسياح الروس إلى إيلات، لكن تلك الشركات تحصل بالفعل على المكافأة، بينما يشق السياح طريقهم بعد ذلك من إسرائيل إلى مدينة طابا المصرية.


وتحت عنوان "أين الأموال؟ إسرائيل تنفق الملايين لتشجيع وصول السياح ..إلى مصر" ، قال موقع " إذاعة "93fm” إن هذه النتيجة العكسية وهروب السياح إلى طابا تسبب في حدوث صدمة داخل قطاع السياحة والفنادق الإسرائيلي.

 

وأضاف الموقع موضحا :”أعلنت وزارة السياحة في الشهور الماضية عن مكافأة لشركات الطيران الاقتصادي في العالم. وفقا للخطة، تدفع وزارة السياحة 45 يورو عن كل سائح تنقله شركات الطيران الاقتصادي إلى مطار عوفدا، وبين هذه الشركات منخفضة التكاليف شركة راينيير".


الإذاعة أشارت إلى أن الأسابيع الأخيرة الماضية، وتحديدا منذ تحطم الطائرة الروسية بسماء سيناء ومقتل 224 راكبا كانوا على متنها، تزايدت أعداد الرحلات لمطار عوفدا القريب من إيلات.


لكنها استدركت بالقول "لكن ورغم التفاؤل الكبير بفنادق إيلات، يتضح أن معظم السياح يحطون في عوفدا ويواصلون طريقهم من هناك بالحافلات إلى طابا نظرا لأسعار الإقامة المخفضة هناك".

 

مدير عام وزارة السياحة الإسرائيلية "أمير هاليفي" قال في تعليق لموقع "ذا ماركر" الاقتصادي :”وضعنا في الاعتبار أن أشياء مثل هذه قد تحدث وأن يتسرب السياح إلى سيناء. سنحاول تقليص هذا التوجه بالتنسيق مع أصحاب الفنادق وبلدية إيلات، لكن الهدف الآن هو إعادة إيلات للواجهة لتكون مقصدا دوليا".

 

فيما قال "شبتاي شاي" مدير عام اتحاد فنادق إيلات”من الأهمية بحال بالنسبة لنا مساعدة شركات السياحة الروسية حتى إذا ما كنا محطة انتقال في البداية، بعد ذلك سينظرون إلى إيلات كمقصد لهم- هذه عملية يجب أن نمر بها. في المستقبل سيكون هناك سياح روس على استعداد للبقاء في إيلات".

 

موقع “عيرف عيرف” الإسرائيلي تطرق هو الآخر للمسألة بالقول:”التوقعات في أعقاب تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء، بأن يصل السياح الروس الذين كانوا قد حجزوا للإقامة بشرم الشيخ إلى إيلات، قد ذهبت أدراج الرياح هذا الأسبوع".

 

وتابع:”رحلات الطيران العارض الأولى(Charter airline) التي وصلت إلى مطار عوفدا جلبت معها بالفعل أعدادا كبيرة من السياح الروس، لكن نحو 90% منهم تخطوا الحدود إلى سيناء".

 

يأتي هذا في وقت علقت فيه روسيا كافة رحلاتها الجوية إلى سيناء خاصة وإلى مصر بوجه عام، في أعقاب تحطم الطائرة الروسية في 31 أكتوبر الماضي، وإعلان موسكو بعد ذلك أن سبب التحطم قنبلة زُرعت على متن الطائرة.

المصدر 1

المصدر 2